من كان يظن يوما أن هذا الشاعر الذي تشرد طويلا في شوارع الولاياتالمتحدة ونام على أرصفتها وأزهق نصف عمره بين حاناتها وخماراتها، سيكتب لينتقد نفسه قبل أن ينتقد البشرية، وسيربط مع المشروبات الروحية علاقة وجودية يغترف منها وحيه، ليجعل من الحب كلبا من الجحيم، ويصبح بذلك أشهر الشعراء العالميين الذين جعلوا الكتابة تتكلم من قبره. ولد الشاعر تشارلز بوكوفسكي الملقب ب”المجنون” في أندرناخ في ألمانيا عام 1920، من والدين رومانيين كاثوليك، أستقرا بعد زواجهما في مدينة باسادينا الأمريكية، كان حينها عمر تشارلز في سن الثالثة من عمره. رُبي تشلرلز في لوس أنجلوس وعاش في سان بدرو في كاليفورنيا، ونشر قصته الأولى في سن الرابعة العشرين، وعلى الرغم من إصابة تشارلز بخيبة أمل نتيجة فشله في اقتحام عالم الأدب إلا أنه لم يستسلم وبدأ بتأليف الشعر في الخامسة والثلاثين. ونشر تشارلز أكثر من 35 كتاباً في الشعر والنثر، ومن رواياته المشهورة “هوليود” التي صدرت ترجمتها العربية مؤخراً عن دار “مسكلياني” التونسية بالتعاون مع دار الجمل بترجمة للشاعر السوري عبد الكريم بدرخان. من أشهر أقواله أ”حب البقاء بمسافة آمنه عن الجميع، لست بالقريب المُلام ولا البعيد المنسي، موجود وغير مرئي مثل شمس الغروب راحل ومريح في آن واحد. – تشارلز بوكوفسكي”.