قال الشاعر والكاتب الفلسطيني مرسوم المدهون إن مجموعة "أكره الحب" للشاعر المغربي طه عدنان، التي صدرت عن منشورات دار النهضة العربية ببيروت، "مجموعة آسرة، وفيها الكثير من بلاغة القلق إذ يصير شعرا ". وأضاف المدهون، في مقال نشرته أمس الأحد جريدة (الحياة) في طبعتها اللبنانية، أن أول ما يلحظه قارئ "أكره الحب" هو بالذات شغفه بكتابة شعرية " أليفة " في المعنى الذي يشير إلى حميمية علاقتها بقارئها، وبقاريء الشعر عموما. واعتبر الكاتب أن طه عدنان " يجتهد لكي يماثل قصيدته في وقوفها العادي في مساحات العادي، الحياتي، والذي يتكرر فيما اللعبة الشعرية ذاتها تنويع على قراءة ذلك، على استنطاق ما فيه من قدرة على إدهاشنا، وعلى حملنا نحو عوالم الشعر ومناخاته ". ولاحظ أن عنوان الديوان " يأتي مثل يافطة احتجاج معاكسة لعوالمه ومضامين سطوره، وعلى نحو تزدهي معه لغة التناقض ، وتكتحل ببريقها، حاملة تجربة شعرية ناضجة من هناك، من أقاصي بلاد العرب، حيث تمتزج البيئة بالتراث كما بمشاهدات الغربة الطويلة لطه المقيم منذ سنوات في بلجيكا ". وأشار إلى أنه " لعل من اللافت في قصائد المجموعة ذلك الزخم الملحوظ لحديث طه عن الشعر ذاته: الرغبة في كتابته والعزوف عنه، ثم علاقة كتابة القصيدة الشعرية بالكمبيوتر، وهنا بالذات تنفتح ذاكرة الشاعر على استقراء شعري لروحه الداخلية بما هي أيضا عوالم وانفعالات، وقابليات متغيرة نحو الكتابة، بل نحو الشعر كعالم، وكمعادل فني أيضا ". كما اعتبر كاتب المقال أن قصائد الديوان " تطلع من القلق إذ هي تستقرئ صور الحياة الآفلة التي بددتها التكنولوجيا، ووسائل الاتصال الحديثة، وكم هو لافت في المجموعة حضور القصائد التي تنعي (الورق) وكتابة الشعر على (الورقة البيضاء) في استعارة رمزية كثيفة البلاغة لمآل الحياة كلها وإن أخذت إسم الشعر وصفاته ". وخلص راسم المدهون إلى أن " شعرية طه عدنان في (أكره الحب) تفتح نافذة جميلة على تجربة قصيدة النثر في المغرب، حيث تنفتح أحداق الشعراء على ذاكرتين شعريتين ، عربية وفرنسية، يضيف لهما طه ما يمور في فضاءاته الشعرية الأوروبية، وهو يتجول في كل تلك الدروب الثقافية محملا برؤى وجودية مختلفة، بل عاصفة وذات شجن خاص ".