أثار الزحام الشديد فى بعض المناطق السياحية الشهيرة فى أوروبا غضب السكان المحليين واحتجاجهم من خلال كتابة “ارجعوا إلى بلادكم” على الجدران وترويع السياح. ووفقا لقناة روسيا اليوم، اشتكى السكان المحليون من الزيادة الكبيرة فى عدد السياح الذين جعلوا الحياة لا تطاق بالنسبة لهم، ما دفع السلطات لحل المشكلة لا سيما وأن الإيرادات السياحية هى المحرك الرئيسى لاقتصاد الدول الأوروبية المشهورة بمعالمها السياحية الجميلة. ويخطط مجموعة من الشباب للاحتجاج فى سان سباستيان بشمال إسبانيا فى وقت لاحق من هذا الشهر لطرد السياح، وفى برشلونة تم تهديد السياح من خلال الكتابة على الجدران مثل “لماذا نطلق عليه موسم السياح ونحن لا نستطيع إطلاق النار عليهم؟”. وتدخل رئيس الوزراء الإسبانى، ماريانو راخوى، هذا الأسبوع بعدما تحول الغضب ضد السياح من الحديث إلى الفعل، حيث ظهر فيديو يتضمن أشخاص ملثمين يوقدون مشاعل خارج مطعم مكتظ بالسياح فى جزيرة بالما دى مايوركا ثم اقتحموا المطعم ونثروا أوراقا ملونة على الرواد المذعورين، ووصفهم راخوى بأنهم “متطرفون يرتكبون حماقات تجافى المنطق”. ومن المقرر فرض ضريبة بواقع 65 سنتا أوروبيا على كل زائر يقضى فى برشلونة أقل من 12 ساعة، وكذلك على سفن الرحلات السياحية إذ رست فى برشلونة العام الماضى نحو 750 سفينة. وقفز عدد زائرى إسبانيا 12% فى النصف الأول من 2017 إلى 36.4 مليون شخص، وتجتذب برشلونة 11 مليون زائر على الأقل سنويا. وفى إيطاليا وتحديدا مدينة البندقية سار بعض سكان المدينة الشهر الماضى وسط مجموعة من الزائرين للاحتجاج على السياحة دون ضوابط وهم يرفعون لافتة كتب عليها “البندقية مستقبلى “. ودفع استياء السكان المحليين السلطات الإيطالية إلى مراقبة السياح بمزيد من الاهتمام، وتسيير دوريات خاصة فى وسط روما التاريخى وفرض غرامة على من ينزلون فى النافورات. وقلصت سلطات البندقية الدخول إلى مناطق معينة خلال احتفال فى يوليو للمرة الأولى فى تاريخ المدينة، وذلك بعد وقت قصير من الاحتجاج الذى شهدته شوارع المدينة. وقال أليساندرو بريسانللو وهو ممثل من البندقية، “لقد فقدت المدينة طابعها تماما..من المفترض أن يتمكن الجميع من المجيء إلى هنا، لكن هذا الغزو يخلق مشكلات حقيقية لسكان البندقية، إنه ينتج كميات غير محدودة من القمامة والضوضاء”. وتتوقع البرتغال عددا قياسيا من الزائرين قدره 27 مليونا هذا العام بينما تتوقع اليونان 28 مليونا، لكن لم تشهد أى منهما استياء كبيرا، وفى فرنسا أيضا تبدو العلاقات بين السياح والسكان جيدة.