نوبة غضب انتابت رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الاثنين جراء أعمال العنف و”الترهيب” التي تطال السياح الأجانب وحملات التخريب التي تستهدف المواقع السياحية في إسبانيا التي جاءت في المرتبة الثالثة في تقرير منظمة السياحة العالمية في 2017 بعد فرنساوالولاياتالمتحدة. وقال راخوي “ما لا يمكن فعله للسيد السائح، الذي لحسن الحظ يأتي هنا، ويدر بعائدات معتبرة تمكن لعدد كبير من الإسبان العمل، هو استقباله بالركلات”. وشهدت عدة مدن سياحية إسبانية مؤخرا أحداث شغب نفذها ناشطون يرفضون توافد السياح على مدنهم، كمدينتي بالما وبرشلونة ويعتبر هؤلاء أن السياح يتسببون في الازدحام في الأماكن العامة وارتفاع أسعار الإيجار بالإضافة للإيجار الموسمي غير القانوني. وكانت هذه الحركة تقتصر فقط على كتابة الشعارات المنددة بالسياح على الجدران إلا أنها وخلال هذا الصيف، تبنت تعطيل دراجات سياحية واقتحام حافلة تحمل سياحا قاموا بتخريب عجلاتها وكتبوا عليها “السياحة تقتل أحياءنا”. وحسب صحيفة “الباييس” الإسبانية فإن نحو سبعة فنادق في برشلونة تعرضت لأعمال نهب نسبت إلى هذه الحركة. وفي بالما السياحية هاجم عدد من هؤلاء الناشطين مطعما وأشعلوا الدخان المضيء ما أثار الرعب لدى السياح الموجودين في المكان. وينتمي هؤلاء النشطاء لحركة “آران” التي تأسست العام 2012 وتوسعت في جميع أنحاء إسبانيا وهي حركة مقربة من اليسار الداعي لاستقلال كاتالونيا وإنهاء النظام الرأسمالي والظلم العالمي والمساواة بين الجنسين. وتعتبر إسبانيا ثالث وجهة سياحية عالمية بعد الولاياتالمتحدةوفرنسا وفق منظمة السياحة العالمية، حيث تشهد ارتفاعا في عدد السياح الوافدين عليها والذي يقارب 75 مليون سائح العام 2016، كما تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث العائدات التي يدرها قطاع السياحة مع حوالي 60 مليار دولار بارتفاع نسبته 6,7 % خلال سنة. وارتفع عدد السياح في إسبانيا في 2016 بنسبة زادت عن 10 % ليستقر على 75,56 مليون زائر حسب إحصائيات لمنظمة السياحة العالمية. ويعود الارتفاع الكبير في السياحة في إسبانيا منذ سنتين في جزء منه إلى تجنب السياح التوجه إلى تركيا ومصر والعواصم الأوروبية الكبيرة التي ضربتها اعتداءات.