ما زالت تداعيات الأزمة التي خلفتها القرارات السياسية المتتالية داخل حزب العدالة والتنمية تتوالى. فمنذ صدمة إعفاء الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران من مهمة تشكيل حكومة ما بعد انتخابات 7 أكتوبر بعد فشله لمدة 150 يوما، وما تلى ذلك من تعيين القيادي في الحزب سعد الدين العثماني بديلا له، واتخاذه قرار إدخال حزب الاتحاد الاشتراكي للتحالف الحكومي المقبل ضدا في إرادة بنكيران المعفى، وما خلف ذلك من زعزعة في ثقة الأتباع، نهج حزب المصباح سياسة ترقيعية جديدة بمواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لردء الصدع الذي بدأ يتسع داخل الحزب. في هذا السياق عمد قياديون وفيسبوكيون في الحزب إلى ابتكار تجمعات جديدة بمواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا عليها اسم “وحدة الصف“، كبديل جديد عما كان يعرف ب”الكتائب الإلكترونية للبيجيدي” والتي كانت متخصصة سابقا على عهد بنكيران، في صياغة الردود ومهاجمة “أعداء الحزب”. واختار قادة في البيجيدي تأسيس “وحدة الصف” الجديدة على شكل مجموعة فيسبوكية مغلقة محصورة على أعضاء الحزب والمتعاطفين مع العثماني، بخلاف الكتائب القديمة التي كانت تنتشر في السابق على شكل صفحات مفتوحة للجميع، حيث لا يسمح بولوج “وحدة الصف” إلا للذين يتأكد من ولائهم للحزب وتأييدهم لنهج رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، بينما يشير تعريف المجموعة المدون على جدارها من الخارج إلى أن “هذه المبادرة أنشئت لنزع القناع على ادعاء بعض معارضي الحزب انتماءهم له والحديث باسمه، وأنهم ساخطون على هذا الانتماء في محاولة لخلق تيار معارض يقوم بالسب في القيادات والتظاهر بسحب الثقة منها او الاستقالة من الحزب”. تأسيس “وحدة الصف” جاء كبديل جديد “لكتائب البيجيدي” القديمة، التي “شيطنها” قبل أيام محمد يتيم عضو الأمانة العامة للحزب، بعد تفجر الأزمة الداخلية بين الأتباع، حيث نشر تدوينة له سمى فيها المعارضين لقرار العثماني إدخال الاتحاد الاشتراكي للحكومة، ولو من أبناء الحزب ب “كتائب المكر”، في إشارة لعدد من التدوينات نشرها منتمون للحزب أبرزهم سمية بنكيران، ابنة رئيس الحكومة المعفى عبد الإله بنكيران، التي وصفت قرار العثماني “بالذل الذي أصاب الحزب”. جدير بالذكر أن كتائب البيجيدي القديمة بمواقع التواصل الاجتماعي، كانت موضوع أزمة كبرى تفجرت عقب حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا في 19 ديسمبر 2016، حيث عمد أفراد منهم إلى نشر تدوينات تشيد بمقتل السفير على يد الإرهابي التركي، وهو ما دفع بالجهات الأمنية إلى اعتقال 5 منهم مازالوا لحد اليوم رهن الاعتقال، في انتظار أن يصدر القضاء أحكامه في حقهم بتهمة “الإشادة بالإرهاب”.