قال أمين السعيد، باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية، بجامعة محمد الخامس، إن “المشهد السياسي لاستحقاقات أكتوبر 2016، سيحافظ تقريبا على نفس الهندسة الانتخابية لسنة 2011”. وتوقع السعيد في حديث لموقع برلمان.كوم، أن تظل “الأحزاب الثمانية الأولى حاضرة بقوة وسيكون التنافس حول الحزب الذي سيحصل على الرتبة الأولى، وهو تنافس محتدم بين أحزاب؛ العدالة والتنمية، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة”. وأضاف الباحث أنه بالرغم من الانتقادات التي توجه لحزب العدالة والتنمية، فإنه يظل من الأحزاب الأوفر حظا لتزعم تشريعيات 2016 نظرا لتماسكه القوي وخزانه الانتخابي وجاذبية اللوائح التي يقدمها. أمين السعيد:باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية. وفي جوابه عن سؤال حول التحالفات الحزبية، قال السعيد إنه من السابق لأوانه الحديث عن تحالفات واقعية وحقيقية، لكون لحظة التحالفات تنجلي بعد التعيين الملكي لرئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة، والبحث عن تحالفات حزبية حتى يحظى بثقة مجلس النواب استنادا إلى قاعدة التنصيب البرلماني للحكومة. وفي هذا الصدد، أشار السعيد إلى تحالف ما سمي ب”G8″ الذي تبخر في لحظة إعلان الحزب المتصدر، لذلك فالحالة المغربية ليست كباقي النماذج الانتخابية المقارنة التي تحافظ فيها الأحزاب على التحالفات التي انطلقت قبل الحملة الانتخابية وتستمر إلى مرحلة الإعلان على النتائج الانتخابية. ومن جهة أخرى، أبرز أن حظوظ الأحزاب الصغيرة تبقى ضعيفة نظرا لقلة الإمكانيات التي تتوفر عليها، كما أنها تبقى غير قادرة على تغطية أغلب الدوائر الانتخابية، ثم أن الأحزاب الصغيرة مطبوعة بهشاشة حضورها على مستوى المناطق القروية، بالإضافة إلى غياب تكافؤ الفرص بين الأحزاب الصغيرة والأحزاب الكبيرة في الدعم المالي والولوج إلى الإعلام العمومي الذي يربط فرص الولوج والمدة الزمنية بآخر نتائج انتخابية. وأشار إلى أن الإجراء القاضي بتخفيض نسبة العتبة سيكون في صالح الأحزاب المتوسطة مثل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وحزب الاتحاد الدستوري، وهو إجراء سياسي الغرض منه وضع حد لزحف الأحزاب القوية وخاصة حزب العدالة والتنمية. في مقابل هذا الوضع، يلاحظ استمرار تراجع اليسار كظاهرة انتخابية مغربية، كما أن الأحزاب ذات المرجعية اليسارية تعاني من تشتت الأصوات الانتخابية، ولم تستطع أن توفق بين جدلية النخب والأعيان، وغير قادرة على إنتاج أدبيات تواصلية تستطيع أن تعيد التعاطف والتأييد الشعبي.