أتحفنا رئيس الحكومة ، عبد الإله بنكيران ، كعادته وخاصة خلال خرجاته المدوية في البرلمان ، ب” قفشة ” ثقيلة جديدة لم يستسغها الكثيرون ، وخاصة من بنات حواء . فقد انتهز بن كيران حفل التوقيع على عقد برنامج في مجال التكوين المهني، يوم الأربعاء في الرباط ، ليعبر عن أمله في أن يصل عدد سكان المغرب ، الذي ليس في حاجة ” للشعراء والفلاسفة “، إلى 120 مليون نسمة . ولبلوغ هذا ” الهدف” يشجع رئيس الحكومة زواج الشيوخ وكبار السن بالفتيات ” العشرينيات”. كلام ابن كيران هذا حول موضوع الزواج والتوالد قوبل بتصفيقات الحاضرات في الحفل ، وهو ما راق لإبن كيران وعلق عليه بقوله "الحمد لله ، النساء كيصفقو ، مازالين باغيين يولدو”. وفي انتظار أن تنبري العديد من النساء ، أو ” العيالات ” و ” التريات” كما يحلو لبنكيران تسميتهن ، للرد على هذا الكلام ، وهو رد سيكون بدون شك ناريا ، يحق للمرء أن يتساءل : كيف للمغرب أن يحقق هدف ال120 مليون نسمة ، الذي يأمله بن كيران ، في ضوء ما قاله ” داعية ” البيجيدي ، أحمد الشقيري الديني الذي اعتبر أن العمل بالساعة الصيفية لا يشجع أبدا على التكاثر والتناسل ؟ .هناك إذن مشكلة . فهذا “الداعية” الذي وجد ، على ما يبدو ، صعوبة في التأقلم مع هذا التوقيت الجديد ، يعتبر أن الساعة الإضافية ” أفسدت على الناس دينهم ودنياهم” . ومن أبرز مساوئها ، حسب تدوينة له على موقع فيسبوك ، "إفسادها وقت الجماع على الزوجين”. وبصيغة أخرى فقد أفسد هذا الإجراء الإداري على الأزواج قيامهم بواجبهم الزوجي بسبب تأخر صلاة العشاء . ووفقا لمفهوم الشقيري ، فإن انتظار الزوج إلى ما بعد صلاة العشاء ، أي إلى ما بعد الساعة العاشرة ليلا وأكثر ، ليجامع زوجته ويظهر لها “فحولته” ، فيه مشقة كبيرة ، لا سيما وأن الأمر لا ينتهي بمجرد الفراغ من العلاقة الحميمية ، بل يتوجب بعد ذلك الاغتسال قبل طلوع الفجر . إنها مشكلة كبيرة سببها هذه الساعة الإضافية. حلم بنكيران بأن يصبح عدد المغاربة 120 مليون نسمة ، ليفاخر بهم البلدان الأخرى ، ضيعته إذن الساعة الإضافية ” الملعونة ” التي لم يعرفها السلف الصالح ، وإنما هي بدعة ابتدعها هؤلاء المتأثرون بالغرب الذي لا يريد لنا أن نتكاثر ونتوالد . تبا لك أيتها الساعة الصيفية ! .