لم تكن التدوينة الغريبة الصادرة عن عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية السابق، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أحمد الشقيري الديني، لتمر دون أن تجد لها جوابا طريفا، من الوزير المكلف بالوظيفة العمومية محمد مبديع، "المسؤول" عن إضافة الساعة. وكانت تدوينة عضو المجلس الوطني لحزب "المصباح"، التي عنونها ب"الساعة الإضافية تفسد على الناس دينهم ودنياهم"، في إشارة منه إلى الجماع والصلاة أيضا، قد أثارت موجة من السخرية على مختلف المواقع والمنابر، قبل أن يدخل على الخط مسؤول حكومي ليرد على تدوينته. مبديع، وزير الوظيفة العمومية ورئيس جماعة الفقيه بنصالح، قال مخاطبا الشقيري، خلال افتتاح مهرجان ألف فرس وفرس، المنظم بالمدينة التي يرأسها، "واخا نزيدو ساعة مايدير والو"، واصفا النقاش في مثل هذه الأمور بكونه "عقيم". وأضاف مبديع أن من أراد أن يشتغل أو يدرس سيستيقظ مبكرا، مشددا على أنه "لا يجب خلق ضجة حول موضوع التوقيت الصيفي، باعتبار أن هناك من دخل في مشاكل مثل الصلاة"، قبل أن يضيف أحد الحضور في القاعة التي اهتزت ضاحكة، "الجماع" إلى المشاكل التي طرحتها "الساعة الجديدة". وفي الوقت الذي قال فيه مبديع، إنه كان يفترض أن نناقش قضايا ومشاكل البلاد وليس هذه الأمور، يرى الشقيري أن ربطها بمواقيت الصلاة مرده لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها). وكان الشقيري قد أورد أن الساعة الإضافية "تفسد على الزوجين وقت الجماع، فأفضل أوقاته بعد صلاة العشاء أو بعد صلاة الفجر"، متابعا أن "الخروج من صلاة العشاء بالمسجد يكون العاشرة ليلا تقريبا، بمعنى أنه لا يبقى لمنتصف الليل إلا ساعتين، فهل نجعلها لمتابعة جديد الأخبار، أم لصلاة الوتر، أم للجماع، أم للغسل". وأكد الشقيري، في مقال له كتبه ردا على الضجة التي أثارتها تدوينته، أن "الساعة الإضافية تفوت على آلاف الموظفين صلاة الظهر في وقتها، أو تضيع على الدولة ملايين الساعات شهريا إذا هم أدوها خلسة من غير خشوع ولا اطمئنان". وأوضح الشقيري أنه "ربط الساعة بالأضرار الناجمة عن حذف ساعة من الليل على العلاقة بين الزوجين، وأفضل أوقاتها ما أشار إليه القرآن في أواخر سورة النور: ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، ثلاث عورات لكم".