رئيس الحكومة يحبنا. يحبنا لدرجة أن عددنا لم يعد يكفيه ... لدرجة أنه يريد كل واحد منا مضروبا.... مضروبا في أربعة، ماشي مضروبا من طرف الأمن أثناء تفريق التظاهرات. يريد رئيس الحكومة، أن نصبح 120 مليون نسمة، لأنه يعتبر أن عددنا الحالي قليل.
قال ذلك أثناء حديثه خلال حفل التوقيع على "البرنامج الشامل واتفاقيات أجرأة الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021 بالرباط". قال إن علينا أن نتوالد ونتكاثر ونتناسل كي يصبح عددنا 120 مليون نسمة، كي نصبح منتجين للثروة. نحن الآن حوالي ال 30 مليون نسمة، ولدينا مشاكل في الصحة والتعليم وفرص الشغل... لكن بنكيران، يريد أن يضربنا في أربعة. كي تتضاعف المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ربما؟... كي يصبح "ضرب" المحتجين والمتظاهرين أفضل؟
ولكي نصير 120 مليون نسمة، لا يرى بنكيران أي مشكل في زواج رجل ثمانيني من فتاة عشرينية. المهم ... أن نتوالد ونتكاثر ونتناسل.
... ولكي نصير 120 مليون نسمة، ليس مهما أن نحل أولا مشكل ال 30 مليون نسمة التي تتنفس الهواء في المغرب اليوم. ليس مهما استعادة خيرات المغاربة من النافذين والمحضوضين وكل أبناء الريع ليس مهما أن نعيد أموال صندوق التقاعد التي "طارت فجأة" ليطلب من المغاربة اليوم، العمل من أجل إعادتها ليس مهما أن نضمن أساسا للنساء مكانا يلدن فيه أطفالهن عوض الشوارع والأزقة وسيارات الأجرة ليس مهما أن نضمن لأطفال ال 30 مليون نسمة مدرسة وتعليما يليق بالتعليم قبل أن يليق بهم
نعم... كل هذا ليس مهما. فبنكيران لديه الحل. يجب أن نصبح 120 مليون نسمة، وأن يتجه السواد الأعظم منا نحو تعلم الحرف والصنع... ف "الصنعة إيلا ما غنات تستر" كما قال بنكيران
ولكي نكون أفضل 120 مليون نسمة موجودة على سطح الأرض. يجب أن نتبع الحمية التي وصفها لنا رئيس الحكومة. أن لا يكون لدينا عدد كبير من الشعراء ولا يكون فينا... عدد كبير من القضاة والأهم... ألا يكون بين ظهرانينا، عدد كبير من الفلاسفة
نعم... الشعراء والقضاة والفلاسفة، هم أصل المشكل في المغرب. هم الذين خربوا التعليم، والاقتصاد، وهم الذين يستغلون اقتصاد الريع وخيرات المغاربة، وهم المسؤولون عن وضع المستشفيات ونهب المال العام... يجب أن يكون عندنا "السميﮔ" ديال القضاة والشعراء والفلاسفة، لأننا يجب أن نكون 120 مليون نسمة تنتج الثروة. ليس مهما أن ننتج فكرة. ليس ضروريا أن ننتج تصورا جماليا للعالم... ليس مهما أن ننتج عدلا. الأهم أن ننتج ثروة. والثروة لا ينتجها الفلاسفة والشعراء... متى كان اقتصاد الريع محتاجا لشاعر أو فيلسوف؟ الﮔريمات تكره الفلسفة.
... يجب إذن أن نتوالد ونتناسل ونتكاثر كي نصبح 120 مليون نسمة، بشعراء أقل وفلاسفة أقل، وبساسة أكثر إيلا كنا حنا أصلا يالله 33 مليون نسمة، وعندنا بنكيران وشباط ولشكر وبنعبد الله ومزوار ومنتيف بلخياط وما يقارب 40 حزب ... فتصوروا معي حجم ونوع الثروة التي سننتجها حين نصبح 120 مليون نسمة
سيصبح عندنا أحزاب أكثر. وبرلمانيون أكثر، ومستشارين أكثر في الغرفة الثانية (وهؤلاء ينتجون الثروة... أنظروا فقط لرواتبهم وتعويضات حضورهم وغيابهم وأسفارهم وسياراتهم، وستكتشفون حجم الثروة التي ينتجون)
... وإيلا كنا حنا أصلا يالله 33 مليون نسمة، وعندنا حكومة فيها 39 وزير (إيلا ماخفت نكذب)، فتصوروا معي حجم الثروة التي سننتجها ب 120 مليون نسمة.
نعم... نحن لسنا في حاجة للفلاسفة والشعراء. معظمنا سيتعلم حرفة أو صنعة، كي ننتج ثروة أكثر... كي ننتج بنكيران أكثر، وبنعبدالله أكثر، ولشكر وشباط ومزوار و "مبديع" أكثر... وأحزاب أكثر، وبرلمانيين أكثر، وانتخابات أكثر... وغاديا تدور الحركة أكثر
شيء واحد لم يقله رئيس الحكومة... متى سينجب المغاربة أكثر؟ ألم يحن الوقت بعد، كي ينصت رئيس الحكومة لصرخة القيادي في حركته الدينية وحزبه "الشقيري الديني"، كي يقوم بإلغاء ال 60 دقيقة التي أضافتها حكومته للساعة المغربية؟ ألم يحن الوقت كي نزيل تلك ال 60 دقيقة كما قال الشقيري الديني، كي نجد وقتا مناسبا للجماع...
... حينها فقط، سنتوالد ونتناسل ونتكاثر، وسننجب فلاسفة أقل، وشعراء أقل، وقضاة أقل. وسنخلق الثروة ......... اعتذار في عمود يوم أمس من "يومك جاك" اعتمدنا في فقرة منه، خبرا يبدو أنه منسوب لصفحة مفبركة تحمل اسم "قنديلات العدالة والتنمية" في حال صحة فبركة هذه الصفحة، وبدون أنصاف لغات، أقدم اعتذاري لكل من اعتبر الأمر مسا به.