الخط : إستمع للمقال في غياب يثير الكثير من علامات الاستفهام، تخلف مجلس جهة سوس ماسة عن المشاركة في الدورة الرابعة من اللقاءات الجهوية للنقل واللوجستيك، التي احتضنتها مدينة أكادير اليوم الجمعة، رغم أهمية الحدث في رسم ملامح مستقبل القطاع بالجهة. ويأتي هذا الغياب في وقت تُطرح فيه تحديات كبرى ورهانات اقتصادية واستراتيجية تتطلب انخراطاً فاعلاً لمجلس الجهة، خاصة وأنه شريك رئيسي في مشروع المنطقة اللوجستيكية المرتقبة بالقليعة، الذي يفترض أن تكون الجهة شريكة في هذه الدينامية. والأدهى من ذلك، أن المجلس الجهوي ليس ضيفًا عابرًا في هذا الورش، بل شريك رسمي في مشروع تصل استثماراته إلى مليار ونصف درهم! ومع ذلك، اختار الغياب الصامت عن حدث مهم. في السياق ذاته، سجّل متتبعون غياب مجلس جهة سوس ماسة عن افتتاح فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان اللوز بمدينة تافراوت، حيث غاب ممثل مجلس الجهة عن حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية لمعرض المنتوجات المحلية، والذي حضرته شخصيات وازنة تمثل مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الشريكة. ويطرح غياب الجهة عن هذا الموعد السنوي، الذي يشكل فضاءً لتثمين المنتجات المجالية ودعماً للاقتصاد التضامني، من جديد علامات استفهام حول موقع المجلس من دينامية تنموية تُصنع على الأرض، في الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون شريكاً أساسياً في دعم وتسويق هذه المبادرات. هذا السلوك لم يعد استثناءً، بل نمطًا متكرراً يتعزز كل مرة، ومن يتتبع نشاطات المجلس، يدرك جيدًا أن الغياب لم يعد عرضًا، بل صار عنوانًا لمرحلة تنكر فيها مجلس الجهة لمهامه، وانشغل أعضاؤه بحسابات لا علاقة لها لا بالتنمية، ولا بمصالح الجهة. ووفق معطيات دقيقة حصل عليها "برلمان.كوم" من داخل مجلس الجهة، فإن الرئيس كريم أشنكلي لم يكتفِ فقط بالغياب عن هذا الحدث الهام لتواجده بالرباط، بل لم يكلّف حتى من ينوب عنه لتمثيل الجهة في اللقاء الجهوي للوجيستيك، رغم أن الحدث يرتبط بمشاريع كبرى تدخل في إطار برنامج التنمية الجهوية، ومخطط التسريع الصناعي، وتُعد الجهة شريكة فيه. ويطرح هذا المعطى أكثر من سؤال حول طريقة تدبير مؤسسة بحجم مجلس جهة سوس ماسة، وهل فعلا يشرك الرئيس نوابه ورؤساء اللجان في اتخاذ القرار، أم أن منطق الانفراد والتسيير الفردي هو السائد، حتى وإن كان قد فوّض بعضا من اختصاصه ربّما شكلياً؟ الوسوم أكادير المغرب سوس ماسة غياب مجلس الجهة