الخط : إستمع للمقال أكد "إعلان الرباط" الصادر عن اجتماع رؤساء البرلمانات الوطنية في البلدان الإفريقية الأطلسية، أن ما يزيد من أهمية "مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية" تكامله مع مبادرتين ومشروعين إفريقيين هامين، يتعلقان بمشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي سيربط 13 بلدًا إفريقيا وأوروبا، وسيشكل شريانا لاقتصاد المنطقة، ومبادرة المغرب لتمكين دول الساحل الإفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي. واجتمع رؤساء وممثلو البرلمانات في الدول الإفريقية الأطلسية بالرباط، أمس الخميس، من أجل "مناقشة ودعم "مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية" وإعطائه الزخم السياسي، بما يسرع تفعيله على الأرض في مشاريع ملموسة تجسد طموح شعوب قارتنا في التقدم وتحقيق الاندماج الإقليمي والقاري". وعبّر الإعلان، الذي توصل موقع "برلمان.كوم" بنسخة منه، عن تقديره "مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية" الذي أطلق بمبادرة من الملك محمد السادس، من أجل تحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي، والازدهار الاجتماعي، والجاذبية الاستثمارية الدولية، وهو ما يتكامل مع مبادرة الملك بشأن تمكين بلدان الساحل الإفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي. واستحضر "إعلان الرباط" السياقات الدولية والقارية والإقليمية التي تحيط بالمشروع، ومنها على الخصوص "ما يميز السياق الدولي الراهن من حالات اللايقين، والعودة إلى سياسات الأقطاب، والمحاور والأحلاف الدولية"، وكذا "التحديات التي تواجهها قارتنا، إفريقيا، بما في ذلك نزعات الانفصال والنزاعات الداخلية والعابرة للحدود، وما ينجم عنها من تطرف وإرهاب، فضلا عن انعكاسات الاختلالات المناخية على القارة". وتحدث الإعلان عن "الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها قارتنا، ومنها دولنا الأطلسية، وخاصة الأراضي الزراعية، والمعادن والموارد الطاقية الاستراتيجية في الصناعات والتكنولوجيات التي يحتاجها العالم"، مثمنا "الموارد البشرية الهائلة الواعدة التي تزخر بها قارتنا ذات الهرم الديمغرافي الشاب، وما تتوفر عليه من نخب ومؤهلات وكفاءات علمية رفيعة ومهارات في مختلف المجالات، والتي تشكل دعامة أساسية للنهوض الإفريقي". وأكد ذات المصدر على "أهمية الشراكات العادلة والمتوازنة، والدينامية القائمة على الربح المشترك، والمُحَقِّقة لنهضة إفريقيا من خلال توطين الاستثمارات، ونقل التكنولوجيات والمهارات والمعارف، وتيسير تَمَلُّكها من قبل الكفاءات الإفريقية، بما ييسر لحاق إفريقيا بباقي التكتلات والقوى الاقتصادية الدولية، ويسد الفجوات الصناعية والتكنولوجية والرقمية التي تفصلها عن عدد من الفضاءات الجيوسياسية الأخرى، وبما يحقق، بالأساس، طموح إرساء تعاون جنوب-جنوب". كما ثمن الإعلان "نُبْلَ المسلسل الذي ينطوي على رهانات تاريخية وجيوسياسية من خلال استثمار الإمكانيات التي تتوفر عليها البلدان الإفريقية 23 المشاطئة للمحيط الأطلسي، معتبرا هذا المسلسل مبادرة جد طموحة، ورافدا مهيكلا للاندماج القاري الإفريقي، ورافعة لتعزيز وتقوية "منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية"، وإحدى بواباتها الكبرى نحو العالم". وأشاد الإعلان بالخطوات المحققة بين حكومات البلدان المعنية لتحقيق هذا المشروع الطموح، مؤكدا أهمية المقاربة الإشراكية والتشاورية المعتمدة من أجل بلورته، داعيا إلى تنويع آليات التفكير والتخطيط المشتركة، قصد تملك المشروع من طرف كافة المؤسسات الوطنية في الدول المعنية. ودعا إلى التعريف بالمسلسل على الصعيد القُطري في البلدان المعنية، ولدى باقي القوى الاقتصادية، حتى يصبح جزءا من الأجندات الاقتصادية والإضافات الإنمائية العالمية، ولجعله في صلب اهتمامات المستثمرين الدوليين من دول ومؤسسات مالية، ومقاولات دولية. وخلص الإعلان بالتأكيد على أنه ومن أجل المساهمة في هذا الجهد، ومأسسته "قررنا إحداث شبكة برلمانية تمثَّلُ فيها برلماناتنا الوطنية لتنسيق اتصالاتنا، وتوثيق أعمالنا في هذا الاتجاه، وترصيد التراكم والخطوات التي نحققها. وتيسيرا لذلك، قررنا إحداث كتابة تقنية لتتبع الخطوات المقبلة للشبكة". الوسوم أنبوب الغاز إعلان الرباط الغاز