الخط : إستمع للمقال يَبدو أن الهيئة المُغرِضة التي تُسدِل على نفسها تَسمية "همم"، تتعامل بانتقائية مَرضية مع مَفهوم التشهير! فما يَعتبره القانون والمجتمع تشهيرا، لا تَعتبره الهيئة المذكورة كذلك، خصوصا متى كانت الإهانات والتجريحات المرتكبة صادرة عن أعضاء الهيئة أنفسهم وأزلامهم ورفاقهم في الطابور الخامس. فعندما يَصف سليمان الريسوني ناشرا مغربيا بوصف "الكلب"، ويَنعَت صحافية وناشطة سياسية ب "العاهرة"، ويُشبِّه مَلامح إعلامية مغربية ب "البوط"، ويَستهجِن مسؤولا ساميا بعبارة "البئيس"... فإن ذلك لا يُعتبَر تشهيرا في مُعجم تنسيقية "همم"، ولا يَستدعي حتى الشَجب ولا التنديد من طرفها! بل إن "همم" باتت تُزكِّي وتُبارك "فم" سليمان الريسوني الذي أصبح بمثابة بيئة إجرامية تَرتكب جرائم التشهير والقذف والإهانة والتجريح بشكل مُتواتر! ولمن يُشكِّك أو َيستغرِب في ذلك، فما عليه سوى الاطلاع على مَقذوفات سليمان الريسوني الفموية والفايسبوكية التي تَمتَحُ من قاموس السب والشتم والذم. وهذه الانتقائية تَمتَد لتَشمَل جميع "الأقلام المنفَلتة من عِقَال المنطِق والقانون"، بل إن تنسيقية "همم" أضحَت تَنشُر بيانات مَزعومة للتضامن كإجراء استباقي لتبييض جرائم التشهير الصادرة عن أعضائها وكذا من يَخدِم مصالحهم ويُصرِّف أجنداتهم العَدمية. فماذا تُسمِي "همم" وَصف (الكلاب) الذي أطلَقه مثلا يوسف الحيرش على ناشرين وصحافيين مغاربة؟ ألا يُعتبَر هذا الوصف تحقيرا ومَساسا بالاعتبار الشخصي للأفراد عُموما والصحافيين المغاربة على وَجه الخصوص؟ ألا يَستحِق هذا الوصف بيانا تَنديديا ضِد المدون المُشهِّر وبيانا تضامنيا مع الضحايا المشهَر بهم؟ وانتقائية "همم" لم تَعُد حالة شاردة أو حدثا فريدا وعرضيا، بل صارت عنوانا لانحياز مَرضي مزمن. فعندما تَصدَح سعيدة العلمي مثلا بِقُبح الكلام، يُطبِق الصمت على بيانات الهيئة المذكورة ولا نَسمَع ضَجيجها في مواقع التواصل الاجتماعي! فحتى عندما وَصفَت هذه الأخيرة نساء ورجال الشرطة بأبناء العاهرات، لم يَصدُر أي بيان تنديدي ولا تضامني من طرف تنسيقية همم! وحتى عندما وَصفَت عبد الإله بنكيران ب"شبيحة النظام" و"أحد بطون الريع والريح"... نأت الهيئة بنفسها عن الخَوض في هذا النقاش. وكذلك تفعل تنسيقية "همم" باستمرار كلما كان "المعيور والسبّان" والكلام الساقط صادر عن أتباعها ومن تَبعهم بسوء في مواقع التواصل الاجتماعي. فمثلا عندما يَنعَق عمر الراضي ويَرفع أصبعه الأوسط في حركة بذيئة دالة على الازدراء، لا يَتحرك أحد ولا تَتواتر بيانات التضامن المزعومة. وعندما يَفتَح نور الدين العواج ماسورته للصرف الصحي لاستهجان الصحفيين والمسؤولين المغاربة، مُستخدِما قاموسا ذميما وبذيئا، فإن تنسيقية "همم" تَعتبِر ذلك "ضربا من ضروب حرية التعبير"، والحال أن الرجل مَرفوع عنه التكليف والأهلية ويَتِم تسخيره فقط مثل أولئك "المنذورين" للتضحية فوق مَذبح الفِداء. والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة على انتقائية "همم" وإمعانها في مُبارَكة الاعتداءات اللفظية والتحريض عليها كُلما كانت صادرة عن أتباعها ومُريديها. فحلال مثلا أن يَصفِ حميد المهداوي بعض زملائه في المهنة ب"السلاكط"، ومُباح كذلك أن تتجاسر خلود المختاري على الصحافيين وتنعتهم بمن "يأكل فتات الريع"، ومَشروع أيضا أن يُشكِك عزيز غالي في الوحدة الوطنية ويَضرِب القضية الأولى للمغاربة!! لكن في المقابل، تَجِد أنامل أعضاء هيئة "همم" أخف وأسرع في التدوين متى صَدرَت مُعطيات ومَواد إعلامية، حتى وإن كانت حقيقية وصحيحة، في مواجهة من تُدافع عنهم بشكل غير مشروط. والهدف الحقيقي من هذا "النزق" في سلوك هيئة "همم"، ليس هو مُحاربة التشهير كما تَدعي وتَزعم، وإنما تَبتغي في الواقع مُمارسة التضليل والتحريف وتمييع النقاش، في مُحاولة مَكشوفة منها للحد من تَبعات الفضائح التي تُطوِّق عُنق توفيق بوعشرين مؤخرا. فهيئة "همم" تُدرِك أكثر من غيرها بأن شريط توفيق بوعشرين صحيح، وبأن مُحتواه صحيح أيضا، لذلك فقد انبرى دَهاقنة الهيئة المذكورة يُهروِلون لإصدار بيان تضليلي، ظاهره التنديد المزعوم بالتشهير، بينما هو في الحقيقة مُحاوَلة بائسة للتغطية على فضيحة الفيديوهات الجنسية المنشورة. الوسوم اغتصاب اغتصاب الرجال المغرب توفيق بوعشرين سليمان الريسوني هتك عرض