الخط : إستمع للمقال لماذا كُنّا نَجزِم دائما بأن الجَبهة المغربية لدعم فلسطين هي أول من يُتاجِر بالقضية الفلسطينية، بل هي من تُسيء لقُدسية مَطالب الشعب الفلسطيني. فقد وَقَعَت مؤخرا ثلاث أحداث مُتواترة ومُتزامنة، فَضَحَت نِفاق مُكونات الجَبهة المغربية لدعم فلسطين ومُناهضة التطبيع، وكَشفت أن مَطالبها لم تكن سِوى شِعارات مَنذورة للاستهلاك الإعلامي. فأُولى الوقائع المسجلة كانت هي "سياحة أعضاء العدل والإحسان في مَرافئ تركيا في زَمن الحِداد على سُكان غزة، مع العلم أن جماعة العدل والإحسان هي جُزء من مُشتملات الجبهة المغربية لدعم فلسطين"! ومن باب المفارقة، أنه عندما كان حسن بناجح وبوبكر الونخاري يُزايِدان على يافعين مغاربة حَضَروا في مِنصات مهرجان موازين، كان قيادي العدل والإحسان محماد رفيع يَتمتَّع رفقة أسرته بالحوريات التركيات في بلاد أتاتورك. فحلال على محماد رفيع السياحة التركية، وحلال على العدل والإحسان الاستمتاع بالحياة، بينما مَحظور على المغاربة الاستماع للموسيقي في زمن الحِداد على قطاع غزة. هكذا كان يَلهَج لسان حسن بناجح في فايسبوك، بينما شَيخُه محماد رفيع كان يَسرِق من الحياة مَتاعها، بالعملة الأجنبية، التي لا نعلم هل صَرَّح بها لفائدة مكتب الصرف أم لا؟ أما الواقعة الثانية التي تَفضَح نِفاق ورياء الجبهة المغربية لدعم فلسطين، فهي "الدُخلة الشرعية لعزيز غالي على زوجته الجديدة وهو مُتوشح كوفيته المزركشة مُباشَرة بعد اغتيال صَديقه المفترض حسن نصر الله"!! فالجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي جُزء من الجَبهة المغربية لدعم فلسطين! وعزيز غالي هو رئيس الجمعية التي هي عضو بارز في الجبهة، وهو أيضا المكلَّف بمساحيق تجميل نساء المقاومة اللبنانية الشيعية ! ومع ذلك اختار الحياة ومَلذاتها على رُفات وأشلاء أصدقائه المزعومين في المقاومة. فعزيز غالي استطاع أن ينصب قامته، ويُبرز فحولته في مَضجَع الزوجية، رغم بشاعة صور اغتيال صديقه ياسين قاووق وحسن نصر الله وغيره من رُموز المقاومة. فهل هي برغماتية مُوغلة في النفاق، أم أن شعارات عزيز غالي لا تَتَحمَّل إغراءات الزَوجَة الجديدة ومَفعُول العقاقير الطبية الزرقاء التي تدبُّ في الشرايين قُوَّة مُؤَقتة إلى حين. وأما الواقعة الثالثة التي تُقَوِّض شعارات الجبهة المغربية المزعومة لدعم فلسطين، فهي عندما تَأبَّط أحمد وايحمان البندير، وصار يُنافِس به "مول البندير" شخصيا. فأحمد وايحمان نَسِيَ، في غَفلَة منه، أنه أيقونة إيران وحماس ومِحوَر الممانَعة. ونَسِيَ كذلك أن إخوانه يَموتون في غزة والضاحية الجنوبية وفي قُم وخرسان القديمة. ورغم كل هذه الأهوال، أمسك وايحمان "مول البندير" الدف وانبرى يَضبط الإيقاع للعَونيّات واللّعابات على أهازيج أحيدوس، غير عابئ بشعارات الجَبهة والمرصَد المغربيان لدعم فلسطين. إنها بِضع أمثلة فاضحة لنِفاق "القَوْمَجيين الجُدد"، وهي نزر قليل من أمثِلَة كثيرة، تَكشِف كيف يَبيع أحمد وايحمان وعزيز هناوي والعدل والإحسان وعزيز غالي القِرد للمغاربة ويُحاوِلون الضَحِك على من اشتراه. فهم مُجرَد "أدعياء"، يَتعاملون مع فلسطين على أساس أنها بِضاعة مُزجاة وفق أطماعهم، يَقتاتون مِنها بسبب التَضامن المبدئي للمغاربة مع عدالة هذه القضية، بينما تَجدُهم أول من يَنصَرِف -عند أول مُناسبة سانِحة- لوَطء الزَوجات الجديدات، والسياحة في مَضجَع العلمانيين، والشطيح والرديح على "قعدة" الشعبي في المناسبات العائلية. أما فلسطين فلها رب يَحميها ويَحمي شعبها، ولها مغاربة يُخلِصون العَهد للتضامن معها، بعيدا عن كل الشلاهبية المتربصين بها. الوسوم الجزائر المغرب داعش فرنسا