الخط : إستمع للمقال يَبدو أن لجام أحمد وايحمان قد انفرط من عقاله، ولم يَعد يُميز بين التضامن مع قضايا فلسطينوإيران وحزب الله، وبين التحريض على الكراهية والتمييز العنصري على أساس الدين والعقيدة. فما يَقوم به أحمد وايحمان، تحت سِتار نُصرة قضايا الأمة، تَجاوز حُدود القانون، وصار يُلامس سَقف التَطرُّف، ويَتضمَّن عناصر تأسيسية لأفعال إجرامية. فلا يُعقل أن يَنجرِف الرجل، مرفوعا على هَودج العدل والإحسان، إلى استهداف مواطنين مغاربة، أو من أصل مغربي، لا لشيء سوى أنهم يَعتنِقون الديانة اليهودية. فقد انبرى أحمد وايحمان يزدري ويستهجن ويُشهِّر بطباخة مغربية يهودية، تحمل الجنسية الاسرائيلية، مُستخدما الصياح والعويل و"التحياح" أمام البرلمان. فالرجل اختلطت عليه الأكلات اليهودية المغربية والصواريخ الاسرائيلية، ولم يعد يميز بين "السخينة" و"الترفاس" وحلوى "ماصابان"، التي تَتفنَّن فيها طباخة مغربية يهودية، وبين القنابل العنقودية التي تستخدمها إسرائيل ضد حزب الله وحماس. بل ربما يعتقد أحمد وايحمان واهما بأن "الحديد" الموجود في "السخينة" التي يُعدُّها اليهود المغاربة بالعدس والحمص، هو نفسه الحديد المستخدم في صواريخ كروز التي تستهدف الفلسطنيين واللبنانيين. ولعلّ أخطر ما قام به أحمد وايحمان هو عندما ادعى، بكثير من تخراج العينين، أن مَرصده شبه الإيراني يَتوفر على مُعطيات حول الطباخة المغربية اليهودية! في تحريض مُبطَّن وتلميح عَبثي قد تكون له تداعيات خطيرة على أمن الأشخاص والممتلكات. فما صَدر ويَصدُر عن أحمد وايحمان من تحريض على التمييز والكراهية على أساس الدين والمعتقد، ليس بحالة معزولة ولا هو بحالة شاذة، بل هو أسلوب مُمنهج تنخرط فيه جماعة العدل والإحسان، التي تُحاول الرجوع إلى الشارع من بوابة التضامن المزعوم مع فلسطين. ومن تجليات هذا الإمعان في التحريض كذلك، استهداف القناة الثانية وجريدة وطنية بسبب مُمثِلَة يهودية مغربية الأصل، في أسلوب مُتطرف موغل في الشعبوية، وفي انحراف خطير لما يَتضمنه من تحريض صريح على العنف والكراهية. فمن يمنح لأحمد وايحمان ومعه عزيز هناوي وفلول العدل والإحسان الحق في التحريض والتجييش وبلقنة الشارع المغربي على أساس المعتقد؟ ومن يَسمح لهؤلاء بالتطبيع مع حملات الاستهداف الممنهج ضد الأشخاص والجماعات، بشكل يُغذي التطرف والتعصب والحق في الاختلاف؟ فالتضامن مع فلسطين، يَتساوى فيه المغاربة قاطبة، ولا يُمكن لأحمد وايحمان أن يَستخدمه كسيف "ديموقليس" يَتوعَد به الرؤوس الخارجة عن "مجاله الحيوي الذي يأكل منه طرف ديال الخبز بارد"! ولكن في الحقيقة أن "الخبز البارد" لا يَستحقه سوى "باردين الأكتاف"، ممن يَبيعون الشعارات على قارعة الطرقات، ويَستجدون الولاءات من إيران وجنوب لبنان على حساب بني جلدتهم وإخوانهم في الوطن. الوسوم الجزائر المغرب فرنسا