تتجه أنظار العالم نحو الولاياتالمتحدة، حيث تقترب الانتخابات الرئاسية من لحظة الحسم، ومعها تتسارع جهود المرشحين الرئيسيين، الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، لجذب الناخبين وكسب التأييد. يبدو أن التنافس يحتدم بشكل متسارع، خاصة في الولايات المتأرجحة التي قد تحدد مصير الانتخابات. تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تحولات ملحوظة في ميول الناخبين، حيث أدلى أكثر من 35 مليون شخص بأصواتهم مبكراً. هذه الانتخابات قد تسجل لحظة تاريخية، إذ يمكن أن تؤدي إلى انتخاب أول امرأة لرئاسة الولاياتالمتحدة، أو إعادة ترامب إلى سدة الحكم في سابقة لم تحدث من قبل. تسعى هاريس، بدعم من شخصيات مؤثرة مثل ميشيل أوباما وتايلور سويفت، إلى تشجيع الناخبين على المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية، خاصة في ظل المخاوف من عودة ترامب إلى الحكم. من جانبه، يوجه ترامب انتقادات حادة لهاريس، متهمًا إياها بتعميق المشكلات الاقتصادية والأمنية في البلاد، ويعتمد على دعم مليارديرات مثل إيلون ماسك لتعزيز حملته. تشهد الحملات الانتخابية استثمارًا ماليًا غير مسبوق، إذ يُتوقع أن تصل النفقات الإجمالية للانتخابات الفيدرالية إلى نحو 15.9 مليار دولار، متجاوزة الأرقام القياسية السابقة. اعتاد الناخبون الأمريكيون على الحملات الطويلة والمكلفة، التي تتخللها إعلانات مستمرة عبر جميع وسائل الإعلام. مع اقتراب موعد الانتخابات في 5 نوفمبر 2023، تزايدت المخاوف بين الناخبين حول المستقبل. وفقًا لاستطلاع حديث، يشعر 87% من الناخبين أن خسارة مرشحهم ستلحق ضررًا دائمًا بالبلاد. وتعكس التوترات السائدة في الشارع الأمريكي قلقًا من احتمالات تصاعد العنف نتيجة الانتخابات، حيث يتوقع نصف الناخبين تقريبًا حدوث أحداث عنف حال فوز أي من المرشحين. هناك انقسام غير مسبوق بين الناخبين، حتى أن بعضهم يعبر عن رغبته في الخروج من هذا الصراع الثنائي والانضمام إلى خيارات أخرى. إلا أن تأثير المرشحين من الأحزاب الأخرى، مثل جيل ستاين من حزب الخضر، لا يزال غير واضح، لكنه قد يؤثر على توزيع الأصوات في الولايات المتأرجحة. ويشير البعض إلى أن انقسام الناخبين قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية أشار إلى أن استطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية قد تبتعد عن الواقع، حيث تركز على الأرقام والشخصيات بدلاً من القضايا والسياسات الجوهرية. يظهر التقرير أن النتائج تتفاوت بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتباك الناخبين حول الاتجاهات الحقيقية للسباق الانتخابي. كما أن التركيز على الأرقام بدلًا من القضايا الأساسية قد يشوه الفهم العام للخيارات المتاحة. مع تصاعد التوترات والمشاعر السلبية، يُتوقع أن تكون الانتخابات الحالية نقطة تحول في السياسة الأمريكية، قد تغير نتائجها مسار الديمقراطية في البلاد. الضغط يتزايد على الناخبين، الذين يتعين عليهم اتخاذ قراراتهم في واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي.