الخط : إستمع للمقال منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية في عام 1999، انتهجت المملكة سياسة دبلوماسية نشطة ومتنوعة، تهدف إلى تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، وتحقيق مصالحها الوطنية، حيث ركز الملك محمد السادس على بناء علاقات قوية ومتوازنة مع مختلف دول العالم، معتمدا على مبدإ التعاون المثمر والمصالح المشتركة، كما أسفرت هذه السياسة عن توقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية، التي شملت مجالات متنوعة مثل الاقتصاد، الأمن، الثقافة، والتعليم. ومن أبرز ملامح العمل الدبلوماسي للملك محمد السادس، توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية، حيث قام بجولات دبلوماسية مكثفة شملت العديد من الدول الإفريقية، مما أدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع هذه الدول، ومن ثم تأسيس شراكات اقتصادية قوية مع مجموعة من الدول الإفريقية، خاصة في مجالات البنية التحتية، الطاقة، والفلاحة. الدفاع عن القضايا الاستراتيجية على الصعيد الدولي، عمل الملك محمد السادس على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، وهذه العلاقات ترجمت إلى اتفاقيات تجارية وشراكات استراتيجية، شملت مجالات مثل مكافحة الإرهاب، الهجرة، والطاقة المتجددة، واستفاد المغرب من موقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة بين أوروبا وإفريقيا، مما جعله شريكاً مهماً في القضايا الإقليمية والدولية. بالإضافة إلى ذلك، بذل الملك محمد السادس جهودا دبلوماسية كبيرة للدفاع عن القضايا الاستراتيجية للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، حيث اعتمدت المملكة مقاربة سلمية ودبلوماسية، ترتكز على تقديم مبادرة الحكم الذاتي كحل دائم لهذا النزاع، وهو ما لاقى دعما واسعا من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية، كما نجحت الدبلوماسية المغربية في تعزيز الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مما يعد إنجازا بارزا في سياق السياسة الخارجية للمملكة. مكاسب دبلوماسية الحسين أولودي، محلل سياسي وخبير في الجغرافيا السياسية، أكد أن المغرب شهد تحت قيادة الملك محمد السادس، إطلاق العديد من الأوراش الكبرى التي هدفت إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد والتي شملت تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الاجتماعية، ودعم المشاريع الاقتصادية الكبرى، كما أن هذه الأوراش لم تقتصر فقط على تحسين الظروف الداخلية بل كان لها أثر مباشر على تعزيز مكانة المغرب في الساحة الدولية. من ناحية أخرى، حقق المغرب مكاسب دبلوماسية مرموقة في عهد الملك محمد السادس، مما أكسبه مكانة كبرى على المستوى الإقليمي والدولي، حيث أصبح يتمتع بحضور قوي في الملفات الكبرى في إفريقيا؛ إذ لعب دورا محوريا في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول الإفريقية، كما حصل المغرب على اعترافات متتالية بدوره الفعال في مكافحة الإرهاب، مما جعله شريكا مهما في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار العالميين. وفقا لتصريح أولودي. وأضاف المحلل السياسي في حديث له لموقع "برلمان.كوم"، أنه إلى جانب ذلك، أطلق المغرب بقيادة الملك محمد السادس عدة مبادرات إنسانية تعكس روح التضامن والتعاون التي تميز السياسة الخارجية المغربية، ومن بين هذه المبادرات وفق ذات المحلل، يمكن الإشارة إلى دعم المغرب لغزة من خلال تقديم مساعدات إنسانية وطبية، وكذلك المساعدات التي قدمها لضحايا زلزال هايتي... فهذه الجهود الإنسانية تعكس التزام المغرب بتقديم الدعم والمساعدة للدول والشعوب في أوقات الأزمات، مما عزز صورته كدولة مسؤولة وذات تأثير إيجابي على الصعيد الدولي. والدبلوماسية الملكية، وفقا لأولودي، أعطت ثمارها بشكل جيد، حيث اكتسبت المملكة مكانة مهمة بين الأمم. ولعبت دورا فعالا في تسوية العديد من الصراعات الإقليمية والدولية، مثل النزاع في ليبيا والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك، قام المغرب بمبادرات لحل مجموعة من المشاكل في دول الساحل، مما يعكس دوره البناء في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، وهذه الجهود جعلت من المغرب فاعلا رئيسيا ومؤثرا في المشهد الدولي، يُعترف به كشريك يُعتمد عليه في تعزيز الأمن والتنمية المستدامة. الوسوم الديبلوماسية الملك محمد االسادس عيد العرش