كان لافتا خلال اللقاءات التي عقدها الفريق الأول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، مع نظيريه من غامبيا وبلجيكا، "تبادل التجارب والتكوين، والتداريب المشتركة". وسجل بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية حول مباحثات بريظ مع نظيره الغامبي أن المسؤولين ناقشا "سبل تعزيز هذا التعاون وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تنظيم تدريبات عسكرية والمشاركة فيها". وفي لقاء المسؤول المغربي ذاته مع الأميرال ميشيل هوفمان، رئيس أركان الدفاع البلجيكي، نوه كلاهما ب"حصيلة هذا التعاون"، خاصة في مجالي التكوين والتداريب، معربين عن "إرادتهما للعمل على تعزيزه بشكل أكبر للتمكن من رفع التحديات المشتركة". كما تباحث الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، الثلاثاء بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مع نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي المكلفة بالشؤون الإفريقية، جنيفر زاكريسكي، مرفوقة بالجنرال كينيث ب. إيكمان، مدير الإستراتيجية والشراكة والبرامج بالقيادة الأمريكية لإفريقيا، وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب، بونيت تالوار. ويرى مراقبون للشأن الأمني أن هذين اللقاءين "يعكسان انفتاح القوات المسلحة الملكية على شركائها الخارجيين، مقدمة بذلك نموذجا قويا وموثوقا في مجال التدريب، لما راكمته من تجربة واسعة على المستوى الميداني". خبرة دولية وقال عصام لعروسي، خبير أمني، إن "القوات المسلحة الملكية تحظى بثقة عالية من قبل المؤسسات العسكرية عبر العالم، وخاصة في إفريقيا، في شق التكوين والتدريبات الاستراتيجية". وأضاف لعروسي، ضمن تصريح لهسبريس، أن "مجموعة من النخب العسكرية في القارة، والقادة هناك، حصلوا على تدريب في المغرب يهم الشق الميداني والتقني". ولفت الخبير الأمني ذاته إلى أن هذا الأمر أعطى للقوات المسلحة الملكية سمعة كبيرة في القارة والعالم، موضحا أن الشراكات التي تجمع المغرب بمختلف الدول على المستوى العسكري، "تتعزز باستمرار بفضل ديبلوماسية الرباط". وشدد المتحدث ذاته على أن الجيش المغربي يقوم بتنفيذ هاته الشراكات الموقعة على المستوى الأمني، وخاصة تقاسم خبرته مع الدول الإفريقية قصد تعزيز أمنها العسكري بما يحفظ التنمية والاستقرار. وأكد لعروسي أن "المغرب راكم خبرة عسكرية كبيرة، تتماشى مع حكمة السياسة الخارجية، ما يعطي نموذجا هاما في المنطقة يواصل كسب الثقة الإفريقية والدولية". انعكاس إيجابي على سمعة الرباط دوليا من جانبه، سجل الحسين أولودي، باحث في الجغرافيا السياسية مندوب عام بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، أن "هذه التحركات والأحداث ما هي إلا تأكيد وتعزيز لمكانة القوات المسلحة الملكية قاريا ودوليا". وقال أولودي، في تصريح لهسبريس، إن "الجانب المتعلق بالتداريب المشتركة التي سوف تتعزز بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها بدولة غامبيا، ما هي إلا إبراز لأوجه التعاون العسكري بين البلدين أو بين القوتين في مجال التكوين من جهة، ومجال تبادل الخبرات والتجارب من جهة أخرى، باعتبار أن المملكة المغربية راكمت تجارب وصيتا عالميا في هذا الصدد". واعتبر المتحدث ذاته أن "هاته التداريب، وأبرزها مناورات الأسد الإفريقي، ومختلف المناورات العسكرية الدولية التي تشارك فيها القوات المسلحة الملكية، تعطي نموذجا قويا للاحتراف والخبرة". وبين أولودي أن "هذا المعطى يبرز صورة الانفتاح التي تعمل عليها المؤسسة العسكرية المغربية باختلاف وحداتها، سواء على المستوى القاري أو الدولي، من خلال تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة، خاصة في الأقاليم الجنوبية المغربية، وتدريبات الخارجية مع نظيراتها في مبادرة 5+5". وشدد الباحث في الجغرافيا السياسية على أن "هاته اللقاءات تأكيد والتزام للمملكة بتعاونها العسكري مع الدول الإفريقية والدول الأوروبية وغيرها، وإبراز لمكانة القوات المسلحة الملكية المغربية وريادتها قاريا ودوليا في إطار الانفتاح وتقوية الشراكات". وخلص أولودي إلى أن "الثقة الدولية التي تحظى بها القوات المسلحة الملكية تنعكس على سمعة الرباط دوليا، حيث يمنح ذلك بلدنا ثقة دولية وأساسا قويا للتعميق الشراكات الأجنبية الاستراتيجية".