الخط : إستمع للمقال في الوقت الذي يُواظب فيه السجين محمد زيان على تناول وجباته الغذائية اليومية، المؤدى ثمنها من جيوب دافعي الضرائب، يُصر نجله المحامي علي رضا زيان على "تجويع" والده في شبكات التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي ما فتئ فيه محمد زيان يُصر على تسخين وجباته الغذائية قبل التهامها "بالشفاء والعافية"، يُصر المحامون الشباب ومعهم عائلة محمد زيان على تسخين "الطرح"، وطرح مزاعم كاذبة تُقدِّم الرجل في صورة المضرب عن الطعام. وإذا كان مفهوما حِرص محيط زيان على ترويج الإشاعات الكاذبة بشأن إضرابه المزعوم عن الطعام، تصدّيا واحتياطيا (بلغة القانون) للالتفاف حول المتابعات التأديبية والجنائية التي تُطوِّق ذمته بالأدلة والقرائن الدامغة، فإن ما يَستعصي على الفهم هو انزلاق جمعيات مهنية في الانغماس في الترويح للأراجيف رغم عِلمها المسبق بشكليات التصريح بالإضراب عن الطعام داخل السجون. فمحمد زيان صرَّح بالدخول في الإضراب عن الطعام بموجب تقرير مكتوب مذيل بتوقيعه، وفي صبيحة اليوم الموالي صرَّح مرة أخرى، بمقتضى رسالة جديدة، بتعليق إضرابه عن الطعام، في احترام تام لمبدأ "توازي الشكليات"، وهي الأمور التي تَواصلت بشأنها إدارة سجن العرجات. فلماذا الإصرار على الكذب إذن؟ فهل يَتوَهم محيط زيان بأن الكذب بخصوص الإضراب المزعوم عن الطعام من شأنه أن يُسقط الدعوى العمومية والدعاوى المدنية في مواجهة النقيب السابق؟ وهل يَعتقدون كذلك بأن "تجويع الرجل بالتدليس" سيزيد من الضغط على القضاء ويُلغي متابعته في قضايا اختلاس أموال الدعم الانتخابي، ومزاولة مهنة المحاماة رغم قرار التوقيف الصادر في حقه؟ فواهم من يَظُن ذلك. لأن القانون لا يَعتبر الإضراب عن الطعام، سواء الحقيقي أو الزائف، من أسباب الإباحة والتبرير، ولا من موجبات سُقوط الدعوى العمومية والعقوبات السجنية والإدانات النقدية. هذا من زاوية نَظر القانون، أما من الناحية الطبية والصحية، فهل يَعلم المحامون الشباب ومعهم علي لمرابط ومحمد حاجب والمعطي منجب أن محمد زيان يَقضي حاليا مدة محكوميته في زنزانته وعنبر السجن وليس في المستشفى! فهل من يُضرب عن الطعام لمدة أربعة أيام لا تَتأثر حالته ولا يتم نقله للمستشفى أو على الأقل لمصحة السجن؟ للأسف، هناك من يَنساق مع الأكاذيب دونما إعمال لقليل من العقل والمنطق، وكأنه "نعجة شاردة في قطيع حملان". وهذا هو حال من يُصوِّرون اليوم محمد زيان وكأنه يُضرب عن الطعام لأربعة أيام، دون أن تتأثر حالته أو يَرتفع ضغط دمه أو يَنزل مُعدل السكر في شرايينه! وكنصيحة أخيرة، حَري بنجل محمد زيان أن يَصطحب معه في الزيارة القادمة للسجن ميزانا كهربائيا لقياس مستوى التُخمة والسُمنة في جسم والده! فمن يأكل مجّانا وبانتظام من أموال دافعي الضرائب، وأكل سابقا من المال العام، فلابد أن تَنتفخ أردافه وأوداجه. وقديما قال المغاربة بلسانهم الدارج "زيد الشحمة في ظهر المعلوف". الوسوم اعتقال محمد زيان الإضراب عن الطعام الابتزاز السجن محمد زيان