الخط : إستمع للمقال طريقة علي رضا زيان وهو "يَطنز" ويَسخر من خبر تعليق والده للإضراب عن الطعام، توحي بشيئين لا ثالث لهما: فإما أنه يُدرِك جيدا بأن الأمر برمته هو مُجرد مسرحية سَمجة موجَّهة للاستهلاك الإعلامي، وهذا هو سبب سُخريته وقهقهته غير المفهومة في هذا الموضوع الجلل. وأما الشيء الثاني، فيَتمثل ترجيحا في أمنيات الابن في التسريع بوفاة والده، ولو من باب فزّاعة الإضراب عن الطعام، وذلك أملا في التعجيل بتوزيع التَركة والمِيراث قبل حُلول أوانهما. فلا يُعقل أن تكون حالة السجين محمد زيان مُتدهورة كما ادعى ابنه في بلاغ الأسرة المنشور وفي تصريحاته الصحافية، بينما يَحتفظ هو بكل هذا الكم من "الطَنز" والسُخرية السوداء! فلو كان والده يُقارع الموت حقّا لكان حَريا به أن يُقطب جبينه ويُخشب تجاعيده حُزنا وتضامنا مع والده. لكن وعلى النَقيض من ذلك، كان علي رضا زيان يَسخَر، بأريَحيَة الواثق من نفسه، من المنابر الصحافية التي تَناولت خبر تَعليق والده للإضراب عن الطعام، بل كان كمن يَستجدي وفاة والده ليَتسنّى له تَسجيل أهداف في مرمى الدولة. للأسف، يُصر نجل محمد زيان على الانسياق وراء تغريرات المعطي منجب وعلي لمرابط ومحمد حاجب، ويُمعن في عرض بطن والده للتجويع الوهمي في شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يَعلم جيدا أن الإضراب عن الطعام وتَعليقه يَخضعان معا لمسطرة كتابية داخل السجون المغربية. فنَجل محمد زيان يُدرِك جيدا أن والده عندما أعلن الدخول في الإضراب عن الطعام، فقد وَثَّق ذلك كِتابةً لدى مدير السجن، وعندما أعلن لاحقا تَعليق الإضراب عن الطعام، فقد وَثَّق ذلك أيضا في رسالة خطية مذيلة بتوقعيه. لكن رغم العِلم المسبق بكل هذه الشكليات الضرورية في عالم السجون، يُصر مع ذلك نجل محمد زيان على تزييف الحقائق واللَغو في موضوع ليس فيه خاسر سوى والده محمد زيان! الذي صار مثله مثل بطلات روتيني اليومي,,, في يوم تَجده يُجاهر بالإضراب عن الطعام، وفي صبيحة اليوم الموالي يَتهافت على الوجبات الدَّسِمة.