الخط : إستمع للمقال تحية بوغطاطية للجميع، ماذا يعني أن يقوم سجين، والحديث هنا عن محمد زيان، بفك إضرابه المزعوم عن الطعام، بعد أقل من 24 ساعة فقط، بينما لازال يواصل نجله ومن يدعون الدفاع عن ذات الشخص الترويج بأنه مضرب عن الطعام؟؟ بل ويخرجون تباعا لإلقاء خطبة الوداع وإقامة صلاة الجنازة على الرجل، رغم أن هذا الأخير يستمتع داخل زنزانته في هذه الأثناء بما لذ وطاب من الأكل... ماذا يعني هذا ؟؟ يُفترض في مثل هذه الحالات، لو كان هؤلاء تهمهم فعلا حياة الرجل الذي يدعون الدفاع عنه، على رأسهم نجله علي رضا زيان، وأمثال المعطي منجب وحسن بناجح وعلي المرابط ومحمد حاجب، وهاجر الريسوني، ودنيا فيلالي، وغيرهم الكثير، يُفترض أن يمنعوه من خوض مغامرة كهذه (الإضراب عن الطعام) من الأساس... هذا إذا افترضنا جدلا أنه شرع فعلا في خوض الإضراب، وهذا مستبعد بالنظر إلى ادعاء إصابته بنوبة قلبية منذ أيام وأن وضعه الصحي متدهور... وهذا تناقض صارخ مع المنطق والطبيعة، حيث لا يمكن لشخص أن يكون في حالة كهذه وتكون لديه القدرة على الإضراب عن الطعام، ما يشير أولا إلى أن المعني بالأمر كان كاذبا في ادعاءاته السابقة، وهذا ما سبق لإدارة السجن أن أكدته، ويشير ثانيا إلى أنه لم يكن أصلا مضربا عن الطعام. الحقيقة، بل العبث الحاصل هذه الأيام والذي يمكن تسميته ب "زيان شو" (Ziane Show)، هو أن هذا الأخير ادعى منذ أسابيع أنه سيخوض إضرابا عن الطعام، وأنه لن يوقفه حتى يعود ذهب طاطا إلى جميع المغاربة، وهذا طبعا كذب، لأن الرجل لم يخض إضرابا "ولا ستة حمص"... بعد ذلك بأيام، ادعى مرة أخرى أنه دخل فعلا في إضراب عن الطعام، والسبب؟؟ قال بسبب تعريض حياته للخطر... تخيلوا ؟؟ شخص يدعي أن إدارة السجن عرضت حياته للخطر، واحتجاجا على ذلك، يقوم هو نفسه بتعريض حياته للخطر بإعلان خوضه للإضراب !! أرأيتم عبثا أكثر من هذا ؟؟ وبعدها مباشرة يدعي أن الإضراب جاء بسبب مطالبته لإدارة السجن بإبقاء باب زنزاته مفتوحا، قبل أن يشعر نفس الإدارة بأنه قام بفك الإضراب المزعوم عن الطعام.... وتخيلوا، أن كل هذا حصل في ظرف 24 ساعة !! هل هناك عبث أكثر من هذا ؟؟ نعم ! هناك عبث أكثر من هذا... عبث حقير ومقزز. ذلك العبث الذي يدفع مجموعة أشخاص، لا يمكن إلا أن نعتبرهم مرتزقة، بمن فيهم نجل المعني بالأمر، إلى الترويج لاحتضار محمد زيان داخل السجن... خرجوا دفعة واحدة، وعلى نغمة واحدة: "محمد زيان يموت"... "محمد زيان يحتضر"... "محمد زيان يُقتَل"... بينما محمد زيان منهمك في هذه الأثناء في التلذذ بأكله. يُفترض في مثل هذه الحالات أن يقوم من يدعي حبه لمحمد زيان والتضامن معه، أن يمنعوه، لا أن يفرحوا للخبر ويقوموا تباعا بالخروج للترويج له، بل والرقص على جثته، بينما لازال الرجل حيا يرزق... فإن كان هذا يعني شيئا فهو يعني أن من يدعون الدفاع عنه، هم في الواقع يريدون موته حتى لا نقول "قتله"... يُمنّون النفس أن يموت الرجل داخل السجن، حتى يتسنى لهم الرقص فعلا على جثته مثلما رقصوا على جثث من قبل، ومثلما تاجروا بحياة العديدين.. ولازالوا... وهذا بالضبط ما تبين من خلال آخر بلاغ لإدارة سجن العرجات 1 الذي فضح أكاذيب البلاغ المنسوب لأسرة زيان، حيث أكد البلاغ بأن علي رضا زيان تخاصم مع والده خلال زيارته في السجن وقام بالصراخ في وجهه بصوت عال ومثير وبانفعال شديد مطالبا إياه بالتراجع عن قراره بتعليق الإضراب عن الطعام، وهو عكس ما جاء في تصريحاته والبلاغ المنسوب لعائلة السجين المذكور... وبالتالي فالبلاغ يكشف أن نجل زيان يريد فعلا الدفع بوالده إلى التهلكة للمتاجرة بملفه... وبموته أيضا. قد يقول قائل أن هذا مجرد "شو" (Show)، وبأن زيان ونجله المحامي هما من قاما بتحريض كل هؤلاء لاستجداء تعاطف الرأي العام، وفي نفس الوقت وهذا هو الأهم، للتغطية على قضية اختلاس أموال الشعب التي يُتابع من أجلها مؤخرا. لكن لو كان الأمر بهذا الشكل، لأعلن مُدّعو التضامن مع زيان عن توقيفه للإضراب، ولاستغلوا هذا أكثر لتدعيم فكرة أن حالته الصحية متدهورة وأنه زاد تدهورها بفعل الإضراب... لكن هذا لم يحصل، ولازال هؤلاء يواصلون الترويج بأن زيان مُضرب عن الطعام وبأنه يحتضر في هذه الأثناء، وبأن خبر إشعاره لإدارة السجن بتوقيفه للإضراب هو مجرد كذب من تأليف "البوليس السياسي"، بالرغم من أن إدارة السجن أكدت في بلاغها بأنها توصلت بإشعار مكتوب من محمد زيان بخط يده يؤكد فيه توقيف للإضراب عن الطعام. إن الإصرار على أن زيان لم يفك إضرابه، يعني شيء واحد... يعني أن من يدافعون عنه ويدعون حبهم له والتضامن معه، وفي مقدمتهم نجله، إنما يريدون له أن يموت... هؤلاء يريدون فعلا "قتل" زيان داخل السجن، حتى يتسنى لهم المتاجرة بموته والرقص على جثته... فالخزي والعار لكل هؤلاء وكل التضامن مع محمد زيان. الوسوم اعتقال بوغطاط المغربي محمد زيان