الخط : إستمع للمقال تحية بوغطاطية للجميع، دفعة واحدة، خرج ثلة المرتزقة المعروفين باشتغالهم كعملاء "يوتوبيين" للمخابرات الجزائرية، لمحاولة القيام بما فشل فيه الصحفي الإسباني المأجور فرانسيسكو كاريون، المعروف هو الآخر كعميل للنظام الجزائري وأحد أبرز الأبواق المدافعة عن الكابرانات وعن عصابة البوليساريو في الإعلام الإسباني. ويتعلق الأمر بكل من بدر العيدودي وصلاح الدين بلبكري صاحب قناة "فسحة" والمدعو ابراهيم كوجدم الذي اختار أن يلقب نفسه ب "ريان"، والذين خرجوا دفعة واحدة، في نفس اليوم ونفس التوقيت، للترويج للحوار الافتراضي المزعوم مع السجين محمد زيان الذي نَشَرَتْه منذ أزيد من أسبوع، صحيفة "الأنديبانديينتي" الممولة من طرف نظام العسكر بالجزائر والمعروفة كلسان حال الكابرانات داخل إسبانيا. الحوار الافتراضي الذي زعم الصحفي المأجور فرانسيسكو كاريون أنه أجراه مع السجين محمد زيان، أقل ما يمكن أن يقال عن مضامينه، أنها هرطقات وأراجيف لا تزيد إلا تأكيدا على تآمر زيان على المؤسسة الملكية، ليس فقط لأنه أدلى بها لصحيفة معروفة بعدائها للمغرب ولمؤسساته، وإنما لأنها أصلا تنم عن حقد دفين لزيان تجاه الوطن ولا تعكس إلا حالة اليأس الحاد الذي يعيشه جلاد حقوق الإنسان الأسبق بعدما كان يراهن، قبل تورطه في جرائم حق عام، (كان يراهن) على النجاح في ابتزاز الدولة. وبالتالي فالرأي العام اليوم لا يحتاج إلى من يوضح له من يكون زيان؟ ولماذا يدلي بهكذا تصريحات؟ كما ليس في حاجة إلى من يفضح حقيقة خلفيات ودوافع تلك التصريحات. لكن ولأنّ الحوار المزعوم لم يحظ بالصدى المطلوب والتفاعل المرجو، خصوصا من طرف شلة الطوابرية داخل المغرب ممن اعتادوا بالأمس القريب على التفاعل مع تصريحات زيان، فيبدو أن هناك من قام بتحريك طوابرية الخارج لمحاولة إعادة الترويج لتصريحات زيان، لعلها تلقى صدى لدى الرأي العام بعدما فشل الصحفي الإسباني المأجور فرانسيسكو كاريون في هذه المهمة. إننا لا نتحدث عن أي نوع من طوابرية الخارج ممن أُعطيت لهم التعليمات بالتحرك دفعة واحدة... فالأمر هنا يتعلق بعُملاء رسميين للمخابرات الجزائرية على "السوشيال ميديا"، ما يدفعنا إلى التساؤل: ما علاقة محمد زيان بهؤلاء العملاء ؟؟ وما سياق وظروف وحيثيات مهمة اجترار ومحاولة تضخيم الحوار، التي أُسدنت للثلاثي العميل لمخابرات الكابرانات، رغم مرور أزيد من أسبوع على نشر المقال؟ من حقنا التساؤل خصوصا وأن لزيان سوابق في التعامل مع عملاء جزائريين آخرين غير الذين ذُكروا أعلاه. والمقصود هنا هو العميل الجزائري المعروف السعيد بن سديرة، الذي تفجرت فضيحة اتصالاته مع زيان سنة 2022، والتي كانت موضوع عدة تقارير إعلامية، كما كانت موضوع بيان صادر عن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان التي أدانت الأمر. علاقة بدر العيدودي وبلبكري و"ريان" بالمخابرات الجزائرية، لم تعد تخفى على أحد، فهي معروفة منذ سنوات لدى القاصي والداني، ويكفي إلقاء نظرة خفيفة على طبيعة المحتوى الذي يقدمونه على قنواتهم وكذا طبيعة الآراء والأطروحات التي يروجونها، ليتتشكل القناعة بأننا أمام مرتزقة يدينون بالولاء التام للنظام الهوكستاني ومخابراته العبلاوية. لكن المستجد في الموضوع، أن هذه الحقيقة، أي حقيقة عمالة ثلاثي الخونة للنظام الجزائري، أصبحت تخرج اليوم للعلن على لسان شاهد من أهلهم، ممن كانوا بالأمس القريب يتواصلن ويتحاورون ويتناقشون وينسقون في السر وفي العلن مع هؤلاء، بل ويحسبونهم "معارضين" للنظام ويستنكرون نعتهم بالخونة أو بعملاء المخابرات الجزائرية. والحديث هنا عن المدعو مجيد عليوي الذي خرج مؤخرا يطعن في كل من بدر العيدودي وصاحب قناة فسحة وآخرين، غير مكتف باتهامهم بأنهم عملاء للمخابرات العسكرية الجزائرية، بل أكد أنه يتوفر على معطيات دقيقة تثبت ذلك. ما يجعلنا نتساءل أكثر، بل ونُصرّ على التساؤل حول طبيعة العلاقة بين محمد زيان والثلاثي الموالي لمخابرات عبلة وحيثيات هذا التحرك المُنسّق في آن واحد. الوسوم المخابرات الجزائرية بوغطاط المغربي زيان