الخط : استقبل الملك محمد السادس، اليوم الإثنين، بالقصر الملكي بالعاصمة الرباط، عددا من السفراء الأجانب، الذين قدموا لجلالته أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة. والمثير للانتباه في هذا النشاط الملكي، من خلال الاطلاع على أسماء السفراء الذين تم استقبالهم والدول التي يمثلونها، هو غياب السفير الفرنسي، كريستوف لوكورتيي، الذي حلّ بالمغرب شهر شتنبر 2022 خلفا لسلفه إيلين لوغال، عن هذا الاستقبال الذي خصّ به الملك محمد السادس هؤلاء السفراء الجدد، لتقديم أوراق اعتمادهم له كسفراء فوق العادة لبلدانهم، وفق ما هو معمول به في البروتوكول والأعراف الدبلوماسية. ويمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة رسالة من القصر الملكي للإليزيه، مفادها أن السفير الفرنسي المتواجد بالمغرب غير مرغوب فيه، في ظل المناورات اليائسة لفرنسا تجاه الرباط منذ سنوات، والتي ظلّ المغرب يقابلها بالصمت والحكمة ويراقبها من بعيد، ولعلّ آخرها، هو خروج ماكرون موجها خطابه للمغاربة في أعقاب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز يوم الثامن من شتنبر الماضي، ما اعتبر محاولة منه لانتهاك السيادة المغربية، قبل أن يجيبه المغاربة بما يليق به وبالمستوى المنحط الذي وصلت إليه بلاده في عهده. وإلى جانب ذلك، فلابد من التذكير بأن منصب سفير المغرب بباريس لازال شاغرا إلى حدود الساعة، بعدما أنهى الملك محمد السادس مهام محمد بنشعبون الذي كان يشغله، ابتداء من 19 يناير 2023، وعيّنه مديرا لصندوق محمد السادس للاستثمار، ومنذ ذلك الحين أصبحت السفارة المغربية في العاصمة الفرنسية باريس، بدون سفير بشكل رسمي. وانطلاقا من الأوضاع على الميدان، بالإضافة إلى الرسالة التي حملها النشاط الملكي اليوم من خلال استثناء السفير الفرنسي من هذا الاستقبال، فإن كل المؤشرات الدبلوماسية تؤكد على أن العلاقة بين المغرب وفرنسا وصلت لمرحلة القطيعة.