اتضح بالملموس أن جنوب إفريقيا لم تبذل أدنى مجهود من أجل الدفاع عن انضمام توأمها أو وصيفتها الجزائر إلى مجموعة الدول الصاعدة بريكس كما اتضح من خلال تصريحات وزير خارجية الروس لافروف أن معيار الانضمام والذي حدده في «الوزن والهيبة الدولية» لم يتوفرا في دولة العسكر للحصول على تذكرة الدخول إلى النادي المنشود.. وبذلك انهارت القصور الورقية التي بناها نظام العسكر في الجارة الشرقية حول الانضمام إلى المجموعة وأخرست قراراتُ المجموعة في دولة جنوب إفريقيا ساكن قصر «المرادية» الذي جعل من هذه المهمة المستحيلة حصان السباق الدولي، وقام لأجلها بتحركات قادته إلى الصين وروسيا طمعا في مباركتهما للانضمام وهو ما لم يحصل!. واتضح بالملموس أن النظام الذي نصب نفسه قوة ضاربة، لا يملك من مقومات الانضمام إلى هذه المجموعة سوى ... اللسان، أما الحقيقة فهي أن الدول الصاعدة لم تعتبره جديرا بالالتحاق بها. وبلغة الحاضرين، فالجزائر لم تستوف شروط الانضمام، لأنها «لا تتناسب ونموذج الدولة العضو». لقد صرح تبون بأن سنة 2023. ستتوج بانضمام الجزائر إلى بريكس، كما لو أنه يملك القرار بين يديه، فجاءته الصفعة المدوية بدون مراعاة لأحلامه السوريالية. ولكنها صفعة لا بد أن تثير تناقضات داخل النظام الذي يعيش توازنات هشة بين مراكز القرار المتضاربة داخل أروقة النظام.. بالرغم من التوسلات الديبلوماسية والإعلامية التي قام بها الرئيس في ثلاث خرجات إعلامية خفَّض فيها طموحه السياسي بطلب «صفة ملاحظ» فقط، فإنه لم يحض بالموافقة على طلبه وظل دون ذلك بكثير. ولا شك أن حليفه قد تكرم عليه بالإخبار برفض الطلب، قبل القمة، حيث وفر عليه الحضور شخصيا لهذه الإهانة واكتفى بإرسال وزيره في المالية، الذي سبق له أن حوَّل مليارا ونصف مليار دولار للبنك التابع للمجموعة... لعل ذلك يكون شهادة على «تفوق» اقتصاد الجارة الشرقية. وبهذا الخصوص يبدو أن جنوب إفريقيا أرادت مواساة حليفها في الشمال الإفريقي فوقعت غرفة التجارة والصناعة مع نظيرتها الجزائرية اتفاقا للتعاون والتأهيل، كما لو أنها تريد أن تلقنها «كيف تبني اقتصادا في خمسة أيام بدون معلم» بعد أن ثبت أنها لا تملك مقومات الاقتصاديات الصاعدة! ومن سخرية الأقدار أنْ غاب تبون رئيس الدولة الحاضنة للانفصال وجمهورية الوهم وحضر صنيعته ابن بطوش! ولعل القدر لم يعد رحيما بالعسكر حيث حضرت الدمية وغاب صانعها !!!