تم بث فيلم وثائقي من سلسلة «Vert de Rage» على القناة الخامسة الفرنسية، والذي أخرجه مؤلف ومخرج السلسلة مارتن بوردو، وهي سلسلة من التحقيقات العلمية حول الفضائح البيئية الكبرى. ويتحدث الوثائقي الذي اطلع عليه الموقع، عن أرليت بالنيجر، وهي منطقة تعاني من الهجمات الإرهابية، بالقرب من منجم ضخم لليورانيوم، يعيش سكانها في مناطق تتجاوز معدل النشاط الإشعاعي لمحيط تشيرنوبيل المحظور. فعلى الرغم من المنع، تمكن مارتن بودو وفريق «Vert de rage» بمساعدة العلماء من إجراء تحقيق صحفي سلطوا من خلاله الضوء عن الخطر الذي يهدد المنطقة بسبب هذه الأنشطة. وزار مارتن بوردو أرليت في النيجر، وهي المدينة التي انبثقت من الأرض في سبعينيات القرن العشرين بفضل مناجم اليورانيوم. يحدها منجمين ضخمين من اليورانيوم التي تديرهما الفروع التابعة لشركة أورانو متعددة الجنسيات التي يطلق عليها إسم أريفا بالنيجر. حيث كشف بوردو على أن النشاط الإشعاعي أعلى مرتين مما هو عليه في المنطقة المحظورة في تشيرنوبيل. وقدم الصحفي تقريرا عن نشاط أورانو المتعددة الجنسيات، أريفا سابقا، مشيرا إلى أنها تنتج على وجه الخصوص، مخلفات التعدين المخزنة في الهواء الطلق التي يتم نقلها بواسطة الرياح إلى منازل السكان المحليين. وخلال لقائه بعدد من سكان المنطقة، وجه بوردو سؤالا إلى السكان المحليين قائلا: "من منكم مريض اليوم؟" فكان الجواب صادما: "الجميع" علما أن البعض من الساكنة مصاب بشلل نصفي والبعض الآخر يعاني من أمراض مزمنة. ومع ذلك، لم يتم الاعتراف رسميًا بأي مواطن أو أي موظف تابع لأرينا بإصابتهم بالمرض بسبب النشاط الإشعاعي. ووجه ذات الصحفي سؤالا آخر إلى أولئك الذين يعتقدون أن من تسبب بمرضهم هي أريفا، فكانت الإجابة بالإجماع. ومع ذلك، لم يتم التبليغ على أي مواطن أو أي عامل بأريفا مريض بسبب النشاط الإشعاعي. وكشف الوثائقي أن الشخص الوحيد الذي تم التصريح به، كان موظفًا فرنسيًا قضى 7 سنوات فقط في هذه المدينة علما أن معظم هؤلاء الرجال عاشوا وعملوا هناك لأكثر من 40 عامًا. ومن خلال الصور التي التقطتها الشركة متعددة الجنسيات، اكتشف الفريق الصحفي مدى التأثير البيئي لهذا النشاط الإشعاعي، إذ تستخدم المجموعة المتفجرات لاستخراج اليورانيوم، وفي الغبار يقوم عمال المناجم بتحويل الأرض المشعة للحصول على هذه العجينة المسماة «الكعكة الصفراء»، وهي مركزات اليورانيوم التي تنتج منها أورانو حوالي 2500 طن سنويًا. وتتطلب هذه العملية وفق ذات الوثائقي عملية كيميائية ضحمة، حيث يتم توليد رواسب هائلة تتمثل في 35 مليون طن من النفايات السامة مخزنة في العراء. وأشار ذات الوثائقي إلى أنه ولقياس تداعيات الغبار المشع، تم تجهيز الفريق بمعدات خاصة تقيس النشاط الإشعاعي، حيث أنه وبسرعة كبيرة، تتسارع دقات العداد: 3000 ضربة في الثانية أي 30 مرة فوق النشاط الإشعاعي الطبيعي، أي أن الشخص الذي سيمكث بعين المكان لمدة ساعة ونصف في اليوم سيتجاوز الجرعات القصوى الموصى بها من النشاط الإشعاعي سنويًا.