أحدث المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مختبر متخصص في اقتصاد الماء، بهدف مواجهة ندرة المياه التي يعاني منها المغرب. وذكر المكتب، ضمن فيديو تحسيسي له بأهمية الاقتصاد في استعمال الماء، أن المملكة تواجه نقصا حادا في هذه المادة الحيوية، مشيرا إلى أن ترشيد استخدام المياه أضحى أمرا ضروريا وملحا على جميع مستويات صنع القرار والاستخدام، ولا سيما استهلاك الماء داخل المنازل. ويضم مختبر اقتصاد الماء منصتين للاختبار والتجارب خصصا لدراسة السلوك البشري فيما يتعلق باستخدام مياه الشرب وكذلك لتحليل قياس استهلاك ضياع الماء على مستوى الأجهزة الصحية المختلفة، مثل الحنفيات وسيفونات الحمام. وبمساعدة هذا المختبر التجريبي، يمكن تجميع العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على استهلاك المياه بالمنازل في أربع فئات: العوامل الهيدروليكية التي تتوافق مع ضغط المياه في نظام التوزيع وقطر الأنابيب وكذا التسربات المائية بالمنازل، والعوامل المتصلة بتكنولوجيا الأجهزة المائية، والعوامل البشرية المتصلة بسلوك الأفراد وعاداتهم فيما يتعلق باستخدام مياه الشرب. وأخيرا العوامل الاقتصادية مثل نظام تسعيرة الماء والقوة الشرائية. ويستعمل هذا المختبر لعدة أغراض ووظائف، بينها "تحديد وتقييم تسرب الماء على مستوى الأجهزة الصحية مثل الصنبور الدائم التنقيط أو سيفونات الحمام الذي تتم صيانته بشكل سيئ "، فيما تهم الوظيفة الثانية "دراسة السلوك البشري، حيث ستمكن من قياس كميات المياه المستهلكة والتحكم فيها على مستوى الأجهزة الصحية حسب الأشخاص، وهذا هو الحال، على سبيل المثال، في حالة غسل الأيادي والاستحمام". وإلى جانب ذلك، خصص هذا المختبر لوظيفة أخرى، وهي "توعية العموم بضرورة اقتصاد الماء وخاصة أطفال المدارس الصغار أثناء زيارتهم للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب"، كما يستعمل أيضا "لأغراض بيداغوجية لدراسة وتحليل استهلاك المياه دعما للدورات النظرية المقدمة من طرف المعهد الدولي للماء والصرف الصحي". وتتحقق الأهداف والوظائف المذكورة أعلاه من خلال مجموعة من الاختبارات والتقييمات، مثل "تقييم تسرب الماء على مستوى الصنابير، ومقارنة الأحجام التي تستهلكها صنابير التكنولوجيات المختلفة، وتنظيم تدفق الماء داخل المنازل وقياس تدفق الصنابير الذكية، والتحكم في تدفق الماء عند فتح الصنبور، ودراسة الاستجابة الهيدروليكية للصنبور وفقا لضغط شبكة المياه، وأخيرا حساب المكسب المالي الناتج عن استخدام صنبور ذكي". ويعاني المغرب من أزمة جفاف حادة خلال السنوات الأخيرة، بفعل تراجع التساقطات المطرية، مما نتج عنه تراجع مخزون السدود، حيث أصبح نصيب الفرد بالمملكة لا يتجاوز 600 متر مكعب، وهو ما يجعل بلادنا تدخل في خانة الدول التي تعاني من أزمة "ندرة المياه".