يصر حسن بناجح على أن يحشر أنفه وعشيرته في خانة "القوى غير الحية"، التي لا تشترك في المزاج المغربي العام الذي قصدته الرسالة الملكية الجوابية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي جاء فيها:" إن إقرارَ إسرائيل بمغربية الصحراء قد لقي ترحيبا واسعاً من لدُن الشّعب المغربي وقِواه الحيّة". وليست هذه هي المرة الأولى التي ينسلخ فيها حسن بناجح، ورهطه داخل العدل والإحسان، عن مكونات المجتمع المغربي وعن قواه الحية! فتاريخ المغاربة المعاصر يحفظ بكثير من الأسف لهؤلاء "الأفاكون" أنهم الوحيدون الذين لم يساهموا في صندوق مجابهة كورونا، عندما كان المغاربة بحاجة للتعاضد والتآزر، بل إن من بينهم من استفاد من دعم الدولة المالي، رغم أن كبيرهم الذي علمهم السحر كان قد اعتبر الجائحة بمثابة "جند من جنود الله". كما أن الشعب المغربي عندما كان يرصص صفوفه ويحشد قواه الحية لدعم عملية الكركارات المظفرة، كان حسن بناجح، ومسؤول العلاقات الخارجية في الجماعة، يلوذان بصمت القبور، وكأنهما كانا يضعان رجلا في المغرب وظل الرجل الأخرى في أوحال الجزائر. لكن رغم كل هذا النفور والفجور، تذكر حسن بناجح فجأة أنه ناطق رسمي بلسان حال المغاربة في قضية فلسطين، وأنه أمين عليهم في قضايا العروبة والإسلام! وهو نفسه الشخص الذي طالما حارب جزء كبير من المغاربة بالأسلحة البيضاء في الجامعات والكليات ، واحتال عليهم بالديماغوجية الفجة في الوقفات الاحتجاجية وفي التدوينات المؤدلجة، بل واقتات من ريع الدولة عبر عائدات مأذونية سيارة الأجرة التي كانت تصرف عليه منها والدته المستفيدة! ولم يكتف حسن بناجح، المكلف بمهمة في الفايسبوك، والعاطل الذي يعيش عالة على أتباع الجماعة، بمهاجمة قرارات المغرب المصيرية، بل توسم في نفسه الماسك بمفاتيح حدود المغرب! الذي يحق له اختيار رؤساء الدول والحكومات الذين يؤذن لهم بدخول المغرب من عدمه. فعلا لقد كانت الرسالة الملكية السامية حكيمة عندما تحدثت عن "ترحيب القوى الحية داخل المجتمع بقرار الاعتراف الاسرائيلي"! وهذه هي الحقيقة التي يشترك فيها التوجه المغربي العام. أما عويل حسن بناجح، وهرطقاته في الفايسبوك، فلا يعدوان أن يكونا مجرد تحرك شاذ من جانب "القوة غير الحية" التي تحركها مصالح الجماعة بعيدا عن المصلحة العليا للوطن.