أخذتني ظروف الحياة رغما عني الى مستشفى الاطفال ابن سيناء بالرباط البارحة الجمعة. السبب هو موعد اجراء عملية جراحية لابني. الطبيبة التي تتبع حالته غير موجودة. والذي حضر هو استاذ طبيب وبعد الاطلاع على حالة ابني قال بالحرف الحالة لاتتطلب عملية جراحية ووصف لي دواء قصد استعماله من طرف ابني لمدة تناهز الاسبوعين وبعد معرفة النتائج يمكن عندئذ اتخاذ قرار اجراء العملية او عدم اجرائها. عندما هممت بالخروج طلبت مني ممرضة تشتغل بالمصلحة ان انتظر وصول الطبيبة التي تتبع ملف ابني منذ ثلاث سنوات لأنها اولى باتخاذ القرار لأنها تعرف حالته. وفعلا انتظرت ولما حضرت الطبيبة المختصة اخبرتها بكل تفاصيل ماحدث قبل حضورها . قالت حرفيا انا فضلت ان لا استعجل اجراء العملية منذ حوالي الاربع سنوات والان بعد ان فقدت الامل رأيت انه من الضروري اجراء العملية الجراحية، الدواء الذي وصفه لك الاستاذ غير متوفر بالمغرب. وان استطعت ان تجد هذا الدواء يمكنك استعماله. خرجت الى ساحة ابن سيناء ولعنت الصحة والمشرفين عليها ولعنت المستشفيات العمومية ووزارة الصحة وسياسة الحكومة الصحية. قطعت الشارع الى صيدلية ابن سيناء وعرضت على العاملة بها وصفة الدواء لتجيبني انه غير موجود وقدتوقف وصفه للمرضى لأسباب علمية. توسلتها ان تتصل بشركة توزيع الادوية وفعلا اتصلت وكان الجواب ان هذا الدواء تم حظر التعامل به لأسباب علمية. توجهت الى أقرب مقهى تناولت فطوري صحبة زوجتي وابني دخنت سيجارة وعرفت لماذا استطاعت اسرائيل قهر العرب خلال العقود الست الاخيرة وعرفت لماذا ارغمت إيران الغرب على الجلوس الى الطاولة ندا للند. لأنهم رغم اختلاف ظروف كل دولة، قد استثمروا في الانسان في حين كان هم العرب هو الحفاظ على هدوء الوضع وادارة الازمة وبيع الكلام للشعوب. عشت لحظة شرود ما العمل. فانا ماديا غير قادر على التوجه الى مصحة خاصة. لكن المسالة تتعلق بمصير ابني الوحيد.قررت رفع التحدي واتجهت الى أقرب مصحة وحصلت على موعد مع اختصاصي في جراحة الاطفال ليومه السبت. اليوم ايضا وباختصار في الصباح حملت ابني الى المصحة راه الطبيب وشرح لي بإسهاب وضعيته لكن المضحك والمؤلم هو انه وصف لي نفس الدواء الغير الموجود بالمغرب . في نظركم ما العمل؟