لقد اختبأت هذه الحكومة وراء أربعة جدران لتفسير غلاء الأسعار وهي التضخم و ارتفاع أسعار البترول وغلاء المواد الأولية، وإكراهات وآثار كورونا من قبل، لقد استنزفت هذه المبررات، حيث انخفظت الأسعار إلى ما قبل حرب روسياأوكرانيا، وانتهى موضوع كورونا وأكدت عدة دول عن تعافيها الاقتصادي من آثارها، كما أن المغرب استثمر كثيرا في المجال الفلاحي وكان الحصاد عجز المواطن عن القدرة على استهلاك ما ينتجه المغرب من خضروات وفاكهة. يبدو أن أهم مشروع لدى الحكومة؛ هو تعميم الفقر والهشاشة؛ على المغاربة. وهي أصدق فقرة في التنزيل الحكومي بالمغرب الغير معلن عنها؛ بحيث لا تحتاج لكثير من الفهم أو إلى دراسة وتحليل؛ أو إلى مؤسسات، ومكاتب دراسة وخبرة متخصصة في المجال؛ لتتأكد من ذلك؛ فقط إمشي في الأسواق، وتأمل في سلوك الناس وحال المغاربة..! هذه الأيام خرجت لتقصي الأخبار؛ فزرت صديقي (حمان)؛ بائع خضر وفواكه في السوق؛ وهو رجل ذكي محترم؛ اختبر البشر والشجر والطير والحجر والخضر؛ و في محاورتي له؛ قال لي: • في غضون هذا الأسبوع سأشتري ميزانًا إلكترونيًا؛ لأن الناس لم تعد تريد شراء ربع أو نصف كيلوغراما؛ وإنما ترغب في أن تأخذ حبة أو حبتين طماطم؛ أو حبة بصل... ويقولون لك: كم ثمن قيمتها ماليًا.!؟ لقد فرض هذا الأمر علي اقتناء ذلك الميزان..! ⁃ سألته عن أحوال السوق!؟ • فأجابني: لم يعد له منطق! ⁃ قلت له: كيف ذلك؟ • فأجابني: أصبحت الناس تشتري ما تستطيع؛ لا ما تحتاج إليه؛ ونحن لا نستطيع تحمل فساد وكساد الخضرة؛ لأننا نشتريها بأثمنةٍ باهضة! ولهذا الكثيرون يُباعدون بين أسفارهم للسوق؛ فيتسوقون يومًا؛ ويمتنعون عن التبضع يومًا؛ حتى يستنفد ما لديهم من خضر. • استطرد وقال: لم تعد مسألة جودة وطراوة؛ وإنما كم ثمنها!؟ وهو أهم سؤال. ⁃ ولذكاء الرجل؛ قال لي: • لعل آخر قلعة كنا ندعي أن المغرب يمتاز بها: وهي القدرة على تناول الخضر والقطاني؛ قد انهارت..! وأصبحنا مباشرة في مواجهة الجوع..!"