لم يعد خافيا على أحد ما أضحت تعانيه الأسر الفقيرة والمتوسطة من أزمات جراء ارتفاع غير المسبوق للأسعار. لقد كان الفقير بالمغرب حين يخنقه غلاء المعيشة يفر لطجين خضر بدون لحم الذي يسميه المغاربة (الدواز) لكن اليوم صار طاجين الخضر الخالص يحتاج ل50 درهم عندما صار ثمن الطماطم والبطاطس والبصل يجاوز 10 دراهم. وكما يقول المغاربة (الكرش الشبعانة ما مطالعة بالجيعانة)، وفي هذا الصدد يقول سياسيون وخبراء بأن الحكومة تصر على سياسة صم الآذان واللامبالاة في تدبير مشكل الغلاء. كثير من الخبراء يرجعون هذا المشكل الذي يهدد السلم المجتمعي لظاهرة التضخم بالمغرب والتي تنذر في حال عدم التدخل الحازم للحد منها بكارثة خطيرة. الجانب الذي يغفل عنه البعض هو انتشار الجريمة في المجتمع المغربي بشكل كبير، حيث لا يجد كثير من الفقراء الذين ليس لهم وازع خلقي وديني من سبيل سوى السطو على هاتف أو محفظة أو بيت أو كسر زجاج سيارة لنهب محتوياتها.. كم تأثر الرأي العام بفيديو المرأة المغربية التي خرجت للمشاركة في وقفة للتنديد بغلاء الأسعار، تلك المرأة العفيفة الشريفة لم تشارك يوما في وقفة أو مسيرة أو مظاهرة، لكن الفقر والحاجة لتغطية مصاريف دراسة ابنتها التي تخلفت عن الفصل لشهرين، دفعاها لذلك. كم من المغاربة يعانون.. وكم منهم ليست لديه القدرة اليوم لاقتناء أيسر مقومات العيش من خضر وحبوب ومواد غذائية.. فأين هي الوعود الحكومية؟ وأين وعود أخنوش للمغاربة "تستاهلو احسن"؟