من المنتظر أن تحتضن مدينة الدارالبيضاء، شهر يونيو المقبل، قمة أعمال مغربية إسبانية، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في مجال الطاقة المتجددة وفرص الاستثمار المتاحة من طرف المغرب في هذا المجال، تنزيلا لمخرجات الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع حكومتي البلدين مطلع فبراير المنصرم، وتجسيدا كذلك لخارطة الطريق الجديدة المعتمدة بين البلدين، منذ عودة العلاقات بينهما بعد الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الرباط ومدريد بسبب بن بطوش. وكشفت صحيفة "the objective" الإسبانية، أن الدارالبيضاء ستحتضن اجتماع أعمال بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و8 يونيو المقبل، لتعزيز العمل المشترك في مجموعة من القطاعات، في مقدمتها قطاع الطاقات المتجددة. ونقلت ذات الصحيفة عن معهد التجارة الخارجية (ICEX) الإسباني، تأكيده على أهمية هذا الحدث، بالنظر لتوفر المغرب على استثمارات بأكثر من 5000 مليون أورو على الطاولة لتنزيل خطته الخضراء. وأكدت ذات الصحيفة، أن الحكومة تشير إلى أن السبل التجارية المستقبلية لشركات الطاقة يمكن أن تأتي من خلال المناقصات العامة التي تديرها "Masen" (وكالة الدولة المسؤولة عن تنسيق استراتيجية الطاقة المتجددة بأكملها) أو من خلال التعاون مع الشركات الخاصة الأخرى التي تصل إلى المناقصات والتي تحتاج إلى معدات أو مواد (مثل خدمات الصيانة أو في تنفيذ المشاريع الكبيرة). وكشفت الصحيفة نقلا عن المعهد الإسباني أن العديد من شركات الطاقة الإسبانية استثمرت في مشاريع رائدة في المغرب، سواء في مجال الطاقة الشمسية (في نور ورزازات) أو في مجال طاقة الرياح (في طنجة). وأضافت ذات الصحيفة أن المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية يراهن على المغرب ليُصبح قوة وشيكة في مجال الطاقة "مع أكثر من 300 يوم مشمس في السنة في مناطقه الصحراوية الشاسعة وغير المؤهلة، والتي يمكن استغلالها بتثبيت الألواح الشمسية، إلى جانب إمكانات الرياح عالية الأداء بسبب انتظامها، والتي يسع المغرب الاستفادة من وضعها المتميز للتحرك نحو الاستقلال في مجال الطاقة، وزيادة أمنه الطاقي، وفي الوقت نفسه سيُمكن هذا من إنتاج فوائض للتصدير إلى أوروبا بتكلفة تنافسية للغاية". وقال المعهد الإسباني وفقا لما نقلته عنه صحيفة "the objective"، إن المغرب له القدرة على تعزيز الطاقة الخضراء في مرمى نيران أوروبا، ومن شأنه أن يقلّل من دور إسبانيا في هذا المجال، خاصة وأن الذراع الاستثماري للاتحاد الأوروبي – بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) – قدّم خلال نهاية دجنبر الماضي، جنبًا إلى جنب مع التحالف الدولي للطاقة الشمسية والاتحاد الإفريقي تقريرًا عن إمكانات الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، وتم تسليط الضوء على قدرات المغرب على الاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية وإنتاج الغاز النظيف الذي تلتزم به بروكسل. وأكدت الصحيفة، أنه وتنزيلا لمخرجات الاجتماع رفيع المستوى الأخير الذي جمع حكومتي البلدين، فإنه من المرتقب أن تجتمع الشركات الإسبانية المهتمة بقطاع الطاقة، لعقد اجتماعات فردية مع شركاء محليين محتملين أو شركات إسبانية أخرى، وذلك خلال الاجتماع المقبل بالدارالبيضاء والذي تم التحضير له منذ عدة أشهر. وكشفت ذات الصحيفة أن المغرب يقدم للشركات الإسبانية فرصا مهمة يمكن استكشافها من خلال الاجتماع المقبل، والذي يتزامن أيضا مع لحظة مواتية في العلاقات الثنائية مع المغرب، مع صورة والنظرة الإيجابية للمنتجات الإسبانية.