تم يومه الأحد في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، تنظيم مسيرة حاشدة منظمة من طرف مجموعة "لنحرر الجزائر"، لإحياء الذكرى 69 لتوقيع اتفاقيات إيفيان لعام 1954. وقد اعتبر المتظاهرون الجزائريون اتفاقيات إيفيان بمثابة "ثمرة ثورة الشعب ضد الاستعمار وليست ثورة الكابرانات ضد الاستعمار الفرنسي الذي عمر لأزيد من قرن في البلاد ولازالت رموزه متحكمة في الجزائر". وكانت هذه المظاهرة التي عرفت مشاركة أكثر من ثلاثمائة متظاهر جزائري، مناسبة للتنديد ب "البوليس السياسي في الجزائر" و "مافيا الكابرانات". وقد حاول بعض المحرضين الجزائريين الذين يسمون أنفسهم ب"القوميين" بالإضافة إلى بعض من شرذمة عصابة البوليساريو المدفوعين من المخابرات الجزائرية، إفشال هذه المسيرة بترديد هتافات تناصر الرئيس الجزائري الصوري عبد المجيد تبون، وكذا شعارات مسيئة للمغرب، محاولين التأثير على المتظاهرين الجزائريين الذين يطالبون بإسقاط الدولة العسكرية وإقامة دولة مدنية. كما يشار إلى أن هؤلاء القوميون نظموا مسيرتهم الخاصة في نفس التوقيت بالموازاة مع تنظيم مجموعة "لنحرر الجزائر" وقفتهم الاحتجاجية ضد نظام العسكر، في ساحة الكولونيل فابيان التي كانت تسمى سابقا ب"ساحة القتال" لأنها كانت تستضيف مبارزات للحيوانات. ولقد قيل ذات يوم: "اختر مكان الجمهورية لبناء جمهورية، اختر مكان الأمة لبناء أمة.. اختيار المكان هو رمزي"، لهذا هؤلاء القوميون اختاروا فعلا بناء دولتهم في ساحة "مبارزة للحيوانات".