يخلد الشعب المغربي، اليوم الأحد، الذكرى ال47 للمسيرة الخضراء، وهي مناسبة يستحضر من خلالها مسيرة الكفاح الوطني لنيل الاستقلال، إذ تأتي في سياق الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء والنجاحات المتتالية للدبلوماسية المغربية في هذا الإطار. وفي حديث ل "برلمان.كوم"، قال الباحث والمتخصص في قضية الصحراء المغربية عبد الهادي مزراري، إن الذكرى ال47 لانطلاق المسيرة الخضراء، تحل هذه السنة في ظل "تحولات مفصلية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية". وأفاد مزراري، أن هذه التحولات تهم أساسا "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654، الصادر نهاية الشهر الماضي، والذي تضمن إشارة واضحة لطرف رئيسي في النزاع وهي الجزائر، لكونه أمر مهم، لأن جبهة (البوليساريو) الإنفصالية لا يمكن الوصول معها إلى أي حل، إذ لا تملك القرار التفاوضي، ولهذا تجند مجلس الأمن لتغيير خطته في التعامل مع نزاع الصحراء المغربية المفتعل". وبحسب الباحث، فإن المنتظم الدولي "أدرك بأنه يدور في حلقة مفرغة، واقتنع بأنه للخروج منها يتعين تحديد أطراف الأزمة، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الجزائر لم يعد لها ما تتلاعب به لإخفاء دورها، بحيث أنها مدعوة للجلوس حول الموائد المستديرة، لكون رفضها يعقد المسألة عليها ويفضحها بشكل أكبر". وتابع مزراري: "من التحولات المهمة التي طرأت على ملف قضية الصحراء المغربية هذا العام خروج المغرب للإعلان بكل صراحة على أنه يتفاوض على إيجاد حل لنزاع الصحراء، ولا يتفاوض على مغربية الصحراء، وعزز موقفه بجعل قضية وحدته الترابية المنظار الذي ينظر به إلى العلاقات مع دول العالم". ولفت الباحث ذاته، إلى أن قرار مجلس الأمن المذكور جعل المغرب في موقع قوة، ومكنه من جر دول وازنة لمغادرة المنطقة الرمادية، كان أبرزها هذا العام الموقف الألماني شهر يناير الماضي، والموقف الإسباني في مارس 2022. وأبرز المتحدث، أن المغرب أرسل إشارات قوية إلى فرنسا وعدد من الدول الأخرى، وهو في طريقه يحصد مزيدا من مواقف الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، مردفا: "شكل موقف دول مجلس التعاون الخليجي هذه السنة دعما حقيقيا لمغربية الصحراء داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرابعة، وأيضا داخل الجامعة العربية وفي قمتها الأخيرة المنعقدة بالجزائر. وإلى جانب ذلك، أفاد الباحث المتخصص في قضية الصحراء المغربية، أن موقف المغرب داخل القارة الإفريقية تعزز بفتح قنصليات جديدة، فضلا عن موقف كينيا المشرف الذي توج بطرد زعيم جبهة البوليساريو من حفل تعيين الرئيس الجديد وليام صمويل روتو. وخلص مزراري، إلى أن المغرب خلال العام الجاري، وبالتزامن مع الذكرى ال47 لانطلاق المسيرة الخضراء يشهد فعلا تحولا حقيقيا باتجاه طي صفحة هذا النزاع المفتعل، ويقترب بشكل أكثر من ذلك كلما حشر النظام الجزائري في مربع ضيق وكشف للعالم مسؤولية هذا الأخير ودعمه للحركة الانفصالية التي ما فتئت تنسج علاقات مشبوهة مع أنظمة عدائية لمصالح المغرب وجماعات إرهابية.