تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة مع دعوة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى ال23 لعيد العرش، لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطهم بالأشقاء الجزائريين؛ والذي أكد لهؤلاء بأنهم سيجدون دائما المغرب والمغاربة إلى جانبهم في كل الظروف والأحوال. وقد أظهرت تعليقات المغاربة على منشورات مجموعة من المواقع العالمية التي تناولت الخطاب الملكي عن نضجهم وتفاعلهم مع دعوة الملك، حيث أكدوا أنهم مجندين وراءه وسيعملون على محاربة كل الساعين لتسميم الأجواء بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري. وكتب أحد المعلقين على صحفة قناة "بي بي سي عربي" بعدما نشرت خبرا حول دعوة الملك للجزائر لإقامة علاقات طبيعية، "أخلاق الملوك العقلاء، يد الملك ممدودة إلى الرئاسة الجزائرية وهذا نوع من التواضع والدعوة إلى الخير... بالتوفيق و نتمنى كل ما هو خير للشعبين"، وكتب آخر: "هذا الملك شجاع جداً... رغم كل ما يقوم به العسكر الجزائري، فهو لم يتزحزح قيد أنملة عن الخط الذي بنى به استراتيجيته الخارجية تجاه الجيران خاصة الشعب الجزائري الشقىيق. ملك شجاع لأنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه العديد ممن خلقوا جوا عاطفيا مبالغا فيه أن يكون خطاب الملك صداميا تجاه الجزائر، اختار الملك بشجاعة أن يظل ثابتا في موقفه وفي يده الممدودة تجاه الشعب الجزائري. ملك شجاع اختار أن يقود الملكية والمغرب بمنطق العقل، الحكمة والشجاعة". وفي المقابل، وبعدما لم تبد القنوات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام الجزائري أية ردة فعل تجاه الخطاب الملكي كما هو معهود فيها، لجأ الذباب الإلكتروني الجزائري التابع للمخابرات لمهاجمة المغرب والمغاربة وتأويل مرة أخرى ما جاء في الخطاب الملكي، الذي أكد أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس حريص على احترام مبادئ حسن الجوار مع الشقيقة الجزائر من خلال اعتماد سياسة اليد الممدوة لطي الخلاف بين البلدين وفتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين، تعود على شعبيهما بالخير. وعملت العديد من هذه الحسابات على نشر سمومها بين شعبي البلدين عن طريق تعاليقها، حيث كتب أحدهم: "لسنا في حاجة إلى علاقات طبيعية مع المغرب. حتى الآن أخذنا ما فيه الكفاية وأكثر من سب وشتم والاتهامات الباطلة وبدون مبرر. إذا على كل واحد منا أن يحترم نفسه ويتركنا في حالنا. لا لفتح الحدود البرية مع المغرب ولا لفتح الحدود البرية مع المغرب ولا لفتح الحدود البرية مع المغرب". ففي الوقت الذي عجزت فيه الأبواق الإعلامية الرسمية للنظام الحاكم في الجزائر عن إبداء رأيها حول دعوة الملك محمد السادس مرة أخرى للرئاسة الجزائرية لطي الخلافات بين البلدين وفتح صفحة جديدة في علاقاتهما، خوفا من الإحراج أمام المنتظم الدولي، لجأت المخابرات الجزائرية للاستعانة بذبابها الإلكتروني للترويج على أن الجزائريين لا يتغاعلون مع هذه الدعوة وأنهم ليسوا أشقاء للمغاربة، من أجل إطالة عمر هذا الخلاف الذي يستفيد منه النظام الذي ظل منذ مدة يروج للجزائريين أن المغرب عدو لبلدهم. يشار إلى أن الملك محمد السادس شدد مرة أخرى خلال خطابه بمناسبة الذكرى ال23 لعيد العرش، الذي ألقاه ليلة السبت الماضي، على أن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل ستكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى. وختم الملك محمد السادس الفقرة التي تحدث فيها في خطابه عن العلاقات المغربية الجزائرية قائلا: "وإننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك".