من بين المشاريع المذرة للدخل لدى المعوزين الدراجات ثلاثية العجلات الصينية بين اختلاف الوظائف و إقبال كبيرو متميز على اقتنائها إنجاز : محمد أوحمي اقتحمت آلاف الدراجات ثلاثية العجلات الصينية الصنع أهم شوارع مدن المغرب و قراه لما توفره من مزايا وخدمات كبيرة لفائدة الفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة خاصة، حيث تحولت من وسيلة لحمل البضائع والسلع إلى طريقة للنقل للأشخاص والرُّكاب كأحد حلول لأزمة النقل التي تعرفها بعض المدن الكبرى في البلاد. واستطاعت هذه الدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي تسمى في المغرب ب"التريبورتور"، أن تتيح العديد من فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل الذين وجدوا في هذه الدراجات مخرجا مؤقتا لبطالتهم، كما لجأت إليها بعض الجمعيات المدنية لإدماج السجناء ذوي السلوك الحسن في المجتمع بعد مرحلة السجن. ويُذكر أن بعض الإحصائيات تتحدث عن وجود أكثر من مائة وعشرين ألفا من هذا الصنف من الدراجات تتجول في شوارع المغرب، وهو رقم مرشح للارتفاع باستمرار باعتبار أن البلاد تستورد كل سنة حوالي 24 ألف دراجة ثلاثية العجلات، أغلبها يأتي من الصين. جريدة العلم وقفت بالسوق الأسبوعي لأولاد أمبارك بإقليمبني ملال يوم الخميس 27 دجنبر الماضي على وظيفة أخرى لهذه الدراجة و التي ابتكرها شباب فضل البحث عن قوت يومه بوسائل ذاتية من اختراعه إذ يتم تقديم عصير الفواكه في الحين لزبناء السوق الذين وجدوا في هذه المهنة ملاذهم و كثر الحديث عن تعميمها بباقي الأسواق .يقول 'س-ف' صاحب دراجة نارية صينية بأفورار إقليمأزيلال الحمد لله اقتنين دراجتي الأولى بثمن 26000درهم لاستخدامها في نقل البضائع بعدما كنت أجر عربة يدوية وبعد سنة تمكنت من اقتناء ثانية لابني حيث نجوب الأسواق المجاورة للعمل كما أن لنا زبناء يتصلون بنا هاتفيا لقضاء أغراضهم حتى في غياباتهم لكننا بين الفينة و الأخرى نعاني من مضايقات أرباب سيارات الأجرة الكبيرة الذين يرفضون نقل الأشخاص بواسطة الدراجات و يتم إيقافنا من طرف رجال الدرك الملكي رغم أن الزبناء يفضلون التعامل معنا لأننا أقل تكلفة و نصل حتى أبواب منازل زبنائنا و يؤكد 'ع-ر' شاب دو مستوى عالي أنه استنفاذ من دراجة ثلاثية العجلات الصينية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببني ملال و أنه لم يعد ينتظر المعيل من أحد يستيقظ حوالي الساعة السابعة صباحا و بعد تناول وجبة الإفطار يتجه بدراجته إلى سوق الجملة للخضر من أجل نقلها لزبون خضار دائم بالمدينة و يتكرر ذلك مرارا صبيحة نفس اليوم مع زبناء آخرين و يفتخر بكونه استقر أسريا بزواجه الأخير بعدما تبين له أنه قادر على تلبية متطلبات البيت و حذر زملاءه من مخاطر الطريق خصوصا أن الدراجة لا تسمح بأي خطئ أثناء السياقة و أشار إلى مجموعة من الحوادث المميثة بسبب التهور و عن سؤالنا حول مقدار الدخل اليومي فقد أشار أن الدخل يختلف حسب خصوصية كل يوم ولكن أكد لنا أنه لا يقل عن الحد الأدنى و دعى بالمناسبة العاطلين على التفكير في خلق جمعيات و تعاونيات و دق أبواب المجالس المنتخبة و القسم الاجتماعي بالعمالة المسؤول المباشر عن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .و يوصي العديد من المواطنين على ضرورة ترقيم العربات الصينية العاملة داخل كل مدينة أو جماعة قروية و تنظيم القطاع خصوصا بعدما اشتكى العديد من الناس من سرقة أغراضه دون الوصول إلى صاحب الدراجة .