أضحت الدراجات النارية من نوع "الدوكير" وما شابهها من دراجات بأسماء مختلفة، تجوب شوارع العاصمة الاقتصادية، وضواحيها، وسيلة نقل للبضائع والأشخاص بامتياز الدراجات النارية ثلاثية العجلات صنعت لنقل البضائع وليس الركاب (سوري) هذه الدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي لا يسمح القانون لأصحابها سوى بحمل السلع والبضائع على قاطرتها الخلفية، أضحت من وسائل النقل السري التي تستغل أزمة النقل التي يتخبط فيها المواطنين، وتحمل عشرات الأفراد، خصوصا في ساعات الذروة، إلى مقرات أعمالهم. أفاد مسؤول نقابي في تصريح ل"المغربية"، أن "الدراجات النارية ثلاثية العجلات تتجاوز المهمة الموكولة له، وهي حمل البضائع، وباتت تُستغل في نقل الأشخاص، وهي ظاهرة غير صحية، بل خارجة عن إطار القانون، لأنها لا تتوفر على المواصفات الموكولة لأصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، مضيفا أنه يمكن أن ندخلها في خانة النقل السري، الذي يعاقب عليه القانون". للتقرب من هذه الدراجات النارية الخاصة بنقل البضائع، زارت "المغربية"، الاثنين المنصرم، سوق القريعة القديمة، الموجود فوق تراب عمالة درب السلطان الفداء، بالدارالبيضاء، حيث توجد محلات عديدة خاصة ببيع هذه الدراجات ذات الصنع الآسيوي، ولاحظت أن ثمنها يتراوح ما بين عشرة آلاف وثمانمائة درهم، و7 آلاف درهم، وهناك أيضا دراجات ب 6 آلاف درهم. يتباين الثمن حسب النوع والجودة. صاحب إحدى المحلات أوضح أن هذه الدراجات وفرت الشغل للكثير من الأشخاص، الذين يستغلونها في نقل البضائع وحتى الأشخاص، كما أنهم يحورون عربتها الخلفية، كي تصبح محاطة بسياج حديدي ومغطاة، وشبيهة ب"الهوندات". أحد المسؤولين بشركة للتأمين وسط العاصمة الاقتصادية، أوضح أنه في ما يتعلق بهذا النوع من الدراجات النارية، كونه لا يسمح به إلا لصاحب الدراجة النارية إلا بنقل البضائع، فإن ثمن تأمينها يصل إلى ألف ومائتي درهما تقريبا"، وبالنسبة للتأمين عن الركاب فإن هذه الوسيلة غير مسموح لها قانونيا بنقل الأشخاص، وكل من وطأت قدماه عربة "الدوكير" وماشابهه، فيكون قد غامر بحياته، والقانون صريح فيه هذا الصدد، وغير مسؤول عن ركاب الدراجات النارية الخاصة بنقل البضائع في حالة وقوع حوادث لقدر الله"، مشددا أن هذه الدراجات أضحت منعشة جدا حيث يتهافت المواطنون عليها لانخفاض ثمنها، وأن أصحاب هذه الدراجات في الغالب، يؤمنون على دراجاتهم كل ستة أشهر، أي مرتين في السنة، وكأنهم يقسمون ثمن التأمين مرتين حتى يتمكنوا من جمع المبلغ، باستثناء القليل منهم". مبادرات اجتماعية الدراجات النارية الخاصة بنقل البضائع ليست وليدة اليوم، بل معروفة منذ مدة طويلة عند البيضاويين، لكن عربتها كانت توجد في مقدمة الدراجة النارية، التي مازال القليل منها يوجد بالقرب من المراكز التجارية (درب عمر، ودرب السلطان)، حيث يقف أصحابها بالقرب من المحلات التجارية، لتلبية طلب زبون بحمل يضائعه لمكان معين. وجوه أصحاب هذه الدراجات أضحت معروفة، تقريبا عند التجار، بحكم احتكاكهم اليومي، والخدمات التي يسدونها، إذ يحملون السلع كما يحملون أصحابها سواء في المقعد الخلفي أو مع السلعة، كما أنهم معروفون بالثقة والأمانة في إيصال السلع دون زيادة أو نقصان. من جهة أخرى، بادرت جمعيات عديدة بشراء دراجات نارية من هذا النوع ووزعتها على خريجي المؤسسات السجنية، خصوصا على الذين كانوا يمتازون بحسن السيرة والسلوك، وهم يقضون مددهم الحبسية، من أجل إعادة تأهيلهم ومساعدتهم على الاندماج المجتمع، وضمان مورد للرزق، وإبعادهم عن بعض الممارسات التي جزت بهم في سجون نتيجة ارتكابهم لجرم معين، هذه الجمعيات يعود لها الفضل في إنقاذ هؤلاء الشباب، بحيث أعادت لمعظمهم الثقة في نفوسهم. البادرة نفسها نهجتها بعض العمالات، في إطار دعم القطاعات الاجتماعية، حيث جرى توزيع عدد من الدراجات النارية لنقل البضائع، على بعض الأشخاص، لتقريب الخدمات الاجتماعية من السكان وتحسين ظروف عيشهم، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.