1 تقديم : ترتكز سياسة عمل المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء بالمغرب عموما على ثلاثة توجهات أساسية : تعميم التزويد بالكهرباء ، تحسين الخدمات بمختلف المصالح التابعة المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء ، تقوية شبكة التزود بالتيار الكهربائي . ويبقى التوجه الاول هو صاحب حصة الاسد من ميزانية المكتب مند منتصف التسعينات من القرن الماضي ، لتحقيق غاية تزويد جل المناطق الجبلية والتابعة للعالم القروي الشاسع ، بالكهرباء خصوصا وأن دخول الالفية الجديدة لم يعد يسمح باستعمال المواطنين بهدا العالم النائي، لوسائل انارة تقليدية . وفي هدا الاطار ، عملت المديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والتي تضم مناطق خريبكة ، بني ملال ، قلعة السراغنة ، بن كرير ، الفقيه بن صالح وأزيلال ، على تخصيص 70 في المائة من نسبة تزويد هده المناطق بالكهرباء ، لاقليم أزيلال لوحده على اعتبار الخصوصية الجغرافية كمنطقة جبلية تضم العديد من النقاط النائية . وتفعيلا لهدا الاعتبار المنطقي ، بلغت استثمارات م و ك بأزيلال ، ما بين 2010 و 2012 ،حوالي 16135 kdh موزعة حسب التحديدات التالية : ( désignations ) _ تقوية جهد التيار الكهربائي مواكبة للتوسع العمراني والنمو المجالي للمناطق المعنية . _ كهربة الاحياء الشبه حضرية لمدينتي أزيلالودمنات _ إقامة ثلاث محولات جديدة بكل من بلدية أزيلال وبلدية دمنات وجماعة افورار . 2 مشاريع منجزة : تجسيدا لهده الاستثمارات على أرض الواقع ، تم إنجاز المشاريع التالية بين سنتي 2010 و 2012 استبدال الخطوط الكهربائية العارية بالجماعات القروية : إمليل ، بين الويدان ، ابزو ، بتكلفة إجمالية قدرت kdh 1655 تقوية فروع الخط الكهربائي اكادير بوعشيبة بحوالي kdh 960 إنشاء خط من الجهد المتوسط امداحن ابزو من أجل ربط جماعة ابزو وفم الجمعة انطلاقا من المركز التحويلي الجديد اولاد زيدوح بحواليkdh 1930 تأهيل مراكز التحويل من الجهد المتوسط إلى الجهد المنخفض بإقليم ازيلال بحوالي kdh 490 3 مشاريع في طور الانجاز: فيما يخص هده المشاريع والتي تهم بالخصوص برنامج كهربة العالم القروي والدي يساهم فيه البنك الافريقي للتنمية BAD ، وفي بعض الاحيان المديرية العامة للجماعات المحلية فهي على الشكل التالي : مشروع كهربة 1176 قرية تضم 64730 كانونا " FOYERS ّ " ، انجز منها لحد الان 1014 قرية أي 87 في المائة من الاشغال . مشروع تزويد 138 قرية بعمالة أزيلال بالتيار ذي الجهد المتوسط والمنخفض عبر ثلاث مراحل : المرحلة 1 : 44 قرية . المرحلة 2 : 47 قرية المرحلة 3 : 47 قرية وتشرف على الاشغال شركة إسبانية ISOTRON وتقدر التكلفة الاجمالية للمشروع ب : 200 مليون درهم ، وسيمكن من رفع نسبة كهربة العالم القروي بأزيلال إلى 99 في المائة ، هذا بالاضافة إلى مجهودات اخرى تتوخى إنجاز مشاريع مستقبلية مهمة لن تتجاوز نهاية الاشغال بها متم سنة 2013 : الرفع من قوة المحطة الرئيسية لدمنات ( poste source ) تهيئة 18 كلم متر من خطوط الجهد المتوسط بأزيلال تأهيل محطة التوزيع postes maçonnés ) ) . وكلها مشاريع ستنجز من طرف المكتب الوطني للكهرباء بنسبة مائة في المائة ، وقد تمت الموافقة على التصميم الرئيسي الخاص بهاschéma directeur ) ) . 4 بخصوص مشروع ّ " بناء المركز التحويلي kv 22 / 60 بمنطقة " أغرويز " ببلدية أزيلال أ ) حول معارضة بعض المواطنين للمركز : بخصوص هدا المشروع الدي يعارضه بعض المواطنين مند بداية السنة المنصرمة بحجة الخطورة المحتملة للكابلات والاسلاك الكهربائية على صحتهم وصحة أسرهم ، وحجة التعويض الهزيل المقترح من طرف المصالح المعنية ، يقول السيد ايت خويا محمد ، احد اصحاب الاراضي الفلاحية التي تمرمنها اعمدة تيار الجهد المرتفع المرتبطة بالمشروع : " نحن – و بغض النظر عن الضرر الصحي المرتقب مستقبلا عندما يصل التوسع العمراني للمنطقة – نطالب بتعويض معقول عن المساحة التي ستمر منها اعمدة التيار ، و نرفض التعويض الجزافي الدي تقترحه لجان التقويم بناء على حساباتها التقديرية و التي تستحضر فيها بقوة ما تسميه بالمنفعة العامة ". و يضيف ايت خويا محمد انه يطالب رفقة باقي المتضررين " بحل عادل يرضي الطرفين و يستحضر مستقبل المنطقة التي لم تعد مجالا قرويا ، حيث أصبحت داخل المدار الحضري لبلدية ازيلال ، علما ان حدود هدا المدار تبدا اليوم من دوار أمكان المحادي للطريق المعبد الجديد الدي يتجه الى منطقة تامنايت ، الشئ الدي من شأنه ان يخلق مشاكل متعددة مستقبلا ، علاقة بقانون التعمير " . ب) رأي المصالح المختصة : بخصوص هدا الاعتراض من طرف المعنيين بالامر ، يوضح رئيس مصلحة الخدمات ب م. و. ك أن الحل المنطقي و العادل هو ما يسعى إليه المكتب في نقاشاته مع الطرف الآخربخصوص التعويض, مضيفا إن" تخوفات هؤلاء المواطنين مبالغ فيها ، لأن المشروع كان محط دراسة معمقة اخذ فيها البعد الاستراتيجي الايجابي للمشروع بعين الاعتبار ، مضيفا أن منطقة السويسي بالرباط مثلا تمر بالقرب منها خطوط الجهد المرتفع المزودة لجزء كبير من المدينة بالتيار الكهربائي ، علما أن المنطقة تضم أكبر مركز استشفائي جامعي بالمغرب ، ولم يسجل يوما أن قام الاطباء هنالك بمعارضة مرور تلك الاسلاك بالقرب من المستشفى الجامعي رغم أن أغلبها لا يمر تحت الارض non enterrés ) ) . وأشار في اخر حديثه عن هده النقطة إلى وجود اعتبارات فردية تسعى إلى " تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة " . في هده النقطة كدلك ، أكد لنا العديد من المسؤولين سواء بالمصلحة التقنية بالبلدية أو قسم التجهيز بالعمالة أن بناء المركز التحويلي22 / 60 سيمكن من القضاء بصفة قطعية على مشكل الانقطاع المتكرر للتيار بأزيلال ، علما أنه سيتم ربطه بخط محطة ايت وعرضة البالغة قوتهاMVA 20 بالاضافة إلى إمكانية التحكم السريع في ّأعطاب الانقطاع ، الشيء الذي لم يكن واردا من قبل ، بحيث يضطر تقنيو مكتب الكهرباء للتنقل حتى ايت واعرضة أو دمنات للتمكن من إصلاح العطب من هاتين المحطتين الرئيسيتين . أما اليوم مع هدا المشروع ، فسيتم إصلاح العطب من هذا المركز القريب جدا ودون عناء من جهة ، ودون إمكانية تفاقم العطب augmentation de l'impact ) ) بفضل إمكانية ربح الوقت التي يمنحها المركز الجديد من جهة اخرى . أما الميزة الايجابية الاخرى لهدا المركز التحويلي الجديد ، فهي إمكانية احتضان بلدية أزيلال مستقبلا لمنطقة صناعية zone industrielle بفضل الجهد الكبير(5MVA 2 ) ، الشيء الدي سيكون له انعكاس جيد أيضا على مستقبل الاستثمار بالمدينة . وفي هدا الصدد ، تجدر الاشارة إلى أن مشروع الوحدة التجارية الكبرى مرجان ، تم رفض إقامته بالفقيه بن صالح من طرف المديرية الجهوية ل م و ك ، لا لشيء سوى بسبب عدم توفر المدينة على مركز تحويلي ذي جهد عال ومرتفع . من هنا ، يتضح " البعد الايجابي للمشروع الذي تجهله الساكنة العادية " يضيف السيد رئيس المصلحة ب م. و. ك بأزيلال . 5 خلاصات : مجهودات كبيرة فعلا قام بها المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء ، من أجل خدمة المواطن بالعالم القروي على وجه الخصوص بإقليم أزيلال . تتجسد من خلال المشاريع الكبرى التي انجزها أو يزمع إنجازها متسقبلا ، إلا أن هده الخدمات و إن كانت تبدو ايجابية على ارض الواقع ، فان المواطن سيبقى دوما يتذكر تلك الصورة القاتمة التي خلقها و يخلقها م و ك لنفسه من خلال تمظهرات سلبية متعددة ، تسيء الى سمعته اكثر مما تخدمه كمصلحة عمومية . و من بين هده التمظهرات على سبيل المثال لا الحصر : الارتفاع المهول وغيرالمبرر في الكثير من الاحيان لفاتورة الكهرباء ، و التي تصعق المستهلك اكثر من التيار الكهرباى نفسه ، اعتمادا على المبدأ الجائر " خلص اوشكي ". التسعيرة الابدية للعداد ،المفروضة قسرا على المواطن كواجب اضافي قار على واجب الاستهلاك القانوني .[ redevance fixe Location compteur] .وكأن هدا العداد العجيب قدر محتوم على رقاب و جيوب المواطنين !. اللجوء الى نظام الاشطر الدي يجعل مصلحة الزبون على الهامش خدمة لمصلحة المكتب بشكل سادي مثير للاشمئزاز. رداءة الخدمات التي يقدمها م و ك في العديد من المناطق و التي تغيب فيها مكاتب استخلاص الفواتير ، وحتى و إن وجدت ، فإنها لا تحترم أبسط شروط راحة الزبون ، سواء تعلق الامر بظروف التنقل او الاستقبال او الاستخلاص( امثلة كثيرة لبعض الجماعات و القيادات بالاقليم ،تجسد الظروف المزرية لعملية استخلاص الفواتير ، تطرقنا اليها في مقالات سابقة سنة 2009 ). غياب التعويض القانوني عن اتلاف الكثير من الاجهزة المنزلية التي يصرح بها الزبون جراء الانقطاع و الرجوع المفاجئ للتيار و التفاف م و ك حول القانون في مثل هده النوازل .( ما حدث ب تيشيبيت سنة 2010 ) . غموض "الفاتورة الجديدة" التي ظهرت الى الوجود مند سنوات قليلة ، و التي اراد من خلالها م و ك ، نشر وعي زائف حول تحسين جودة منتوجه لصالح الزبون ،حيث على العكس من دلك تبدو الفاتورة الجديدة غامضة ، تتخللها ملاحظات كلها مكتوبة باللغة الفرنسية ،و رسوم بيانية غير مفهومة ،و كأن المواطنين كلهم يفقهون في كل الامورالتقنية ، في تجاهل تام لواقع الامية المغربية . ناهيك عن التوصيل الرديء جدا reçu ، و الذي تتخلله ارقام و عبارات تصعب قراءة محتوياتها . الشيء الذي يجعل الزبون يستغرب دوما من عجز مكتب قوي كالمكتب الوطني للكهرباء عن اصدار توصيل ممتاز تتوفر فيه ابسط شروط الاناقة و المقروئية représentable البطء الممنهج لتفعيل تعميم بطاقة التعبئة ، و التي تم استنتاج فعاليتها بالملموس من طرف المواطنين خصوصا بالعالم القروي ، إذ تبقى هده البطاقة وسيلة استخلاص عادل و معقول ، ينصف الزبون بشكل كبير و يحميه من شبح التقديرات المجحفة. كما يعتبر وسيلة متقدمة و راقية في التعامل بين الزبون و المكتب ، بعيدا عن الطريقة التقليدية التي تجبر الزبناء على التردد المكلف و المقرف احيانا ، على مكاتب غاصة و نقاط استخلاص فيها حواسيب معطلة . وهنا لا يسعني إلا ان ادكر بتجربة بعض الدول في عملية استخلاص واجب الاستهلاك ، ودلك من خلال " الاستخلاص عن بعد"contrôle des compteurs télécommandé يجعل من عملية مراقبة العدادات عملية دقيقة و مضبوطة من الناحية الزمنية و التقنية ايضا( جنوب افريقيا نمودجا).