تابع المشاهدون ليلة أمس الخميس برنامج الوجه الأخر الذي تبثه "قناة دوزيم ".البرنامج حاول كشف النقاب عن الأوضاع التي تعيشها جهة تادلا ازيلال ,و بالضبط المناطق الجبلية الصعبة منها ,إلى هنا يبدو الأمر عاديا ,إلا أن الغريب في الأمر ، هو ان الذين تابعوا حلقة الأسبوع الماضي من برنامج 24/24 الذي بث على قناة ميدي1 تيفي ،سيلاحظ التناقض الصارخ في التعاطي مع الموضوع ,فالقناة الطنجاوية، و أثناء حديثها عن التعليم، اوردت شهادات آباء يشتكون من غياب المدرسين و تلاميذ يدعون بأنهم يرغمون على الكتابة في عز البرد و القر من طرف مدرسيهم ، و بغض النظر عن صحة هذه المزاعم من عدمها ,فان الصورة بدت سوداء قاتمة عن أوضاع التعليم,بالمقابل رسمتها "قناة دوزيم"وردية و أعطت الانطباع أن كل شيء على ما يرام و أوردت شهادات أساتذة و رافقت مدير الاكاديمية في زيارته لأحدى المدارس ,من جهة أخرى تطرقت ميدي 1 الى معضلة الصحة التي تعرف مشاكل كثيرة أبرزها غياب الاطر الطبية و قلة الامكانات، معززة ذلك بشهادات المواطنين و صور حية لأحد المستوصفات المهجورة ,في حين القناة الثانية قالت العكس تماما .مشكل الطرقات بدوره حظي بنصيب وافر ,برنامج 24/24 عرى الواقع المرير الذي تعيشه المنطقة لكن رد الوجه الاخر جاء مغايرا ,إذ رأيتا المندوب الاقليمي للتجهيز يفك العزلة عن المناطق المحاصرة بالثلوج في مشهد يوحي ان جميع المسؤولين وطنيون . آخر مشهد في البرنامج كان تصوير خرجة ميدانية للسيد الوالي رفقة فيلقه الجرار .عفوا موكبه المهيب و هو يقوم بزيارة تفقدية ،يأكل الطعام و يمشي في الأسواق . وعلى اي حال هناك بعض الأسئلة التي تحتاجإالى إجابات اولها ,هل تغطية القناة الثانية لتحرك المسؤولين كان صدفة أم أن اأامر دبر بالليل؟.هل فعلا الجهة موضوعة على سكة التنمية أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مسرحية متقنة الاخراج؟ و أخيرا هل يجب تبخيس المجهوذات المبذولة حتى نظهر فقط نصف الكاس الفارغة أم يجب أن نعطي كل ذي حق حقه؟