إقليم ازيلال المحدث بتاريخ 23 ابريل 1975، هذا الإقليم الشاسع ذو الطابع الجبلي والقمم العالية، حوصرت قراه بالثلوج التي تهاطلت بكثرة في الآونة الأخيرة، فانخفضت درجة الحرارة بشكل ملفت، واجتاحت الوديان مجموعة من المناطق، مما جعلها في عزلة تامة، حيث تعطلت حركة السير، وأعاقت الثلوج وصول التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية. كما نشط سماسرة الدقيق المدعم، ومصاصو دماء الفقراء والمستضعفين . حالات مزرية ومشاهد كارثية على مستوى السكن والتعليم والصحة والبنيات التحتية. جل ساكنة تاغيا، تيغانمين، تافراوت، زركان، اميدر... التابعين لجماعة زاوية أحنصال، وساكنة انركي وتيلوكيت وجماعة أيت بوكماز ... محاصرة بالثلوج، تسكن الكهوف والمغاور، نسبة إلى العصور الغابرة ويلبسون أسمالا أكل عليها الدهر وشرب، يتبضعون مواد غدائية ويكتوون بأسعارها، فقنينة الغاز الصغيرة وصلت 25 درهما، والكبيرة 70 درهما! أما الدقيق المدعم الذي يوزع في سوق اثنين زاوية أحنصال والذي يحتكره أحد أعيان البلد، فيباع ب 150 درهما فما فوق. نفس الأمر باسكسي بدائرة واويزغت، يحتكره ممول  تصرف بدون حسيب ولا رقيب بمباركة السلطات. أما وضعية التعليم بهذه المنطقة، فتعرف نزيفا حقيقيا يهدد مستقبل الأبناء. جل المدارس مغلقة إلى إشعار أخر ) فرعية زناتي اغنبو ، اكرض سديدن... ومدارس تافراوت وامضر و...) توقفت بها الدراسة منذ سنوات . أما المدارس الأخرى فقد بنيت في أماكن معزولة يزورها من الحين للأخر أساتذة يذهبون إليها مضطرين لأنها مصدرالرزق، وعلاقتهم بالمكان علاقة المسجون بسجنه، في منفى بعيد، مفتقدين للماء والكهرباء. في مساكن لا تفي بالحاجات الضرورية . منقطعين عن الحياة في عصر الفضائيات، ويكون الوضع أكثر إيلاما إذا كان الأمر يتعلق بامرأة. آباء يرسلون أبناءهم في ظل أمل غامض بأن يتعلموا ويحصلوا على وظائف تنقدهم وأسرهم . أما وهم يحكون مآسيهم، أو يتذكرون أحداثا مؤلمة وقعت لهم، عن نسائهم الحوامل، وهن مرفوعات فوق النعوش أو الدواب، يضعن مواليدهن ويفقدنهم نتيجة البرد، أو عن ذويهم الذين أصبحوا معاقين بفعل البرد القارس. هذا قليل من قساوة الطبيعة وقساوة العيش، التي يتحملها سكان أعالي هذه المناطق التي مازالت تعيش في عزلة تامة. وتجدر الإشارة إلى أن عامل الإقليم ووالي جهة تادلة أزيلال زارا في بداية 2008 سكان هذه المناطق ووعداهم بشق الطريق. ولازالوا ينتظرون ويرزحون تحت وطأة البرد القارس حسن بزيوي