لا يختلف اثنان أن حركة 20 فبراير منذ انطلاقتها بالمغرب في إطار الربيع العربي الذي أطلق البوعزيزي شرارته، قد افرزت حقائق في المشهد السياسي و أحدثت فرزا و اصطفافا مع و ضد الحركة، و إن كنت لا احبذ هذا النوع من الاصطفاف لما فيه من التعميم، غير أن الخلاصة التي أكدتها التحاليل السياسية و الصحفية المستقلة تزكي هذا الاصطفاف. فرز و تمايز بدأ يتضح مند ما سمي الحملة الانتخابية للدستور الجديد، الذي فرض كما جاء في فلتة اللسان المعروفة، حيث انبرت السلطة عفوا المخزن بكل تجلياته المعهودة لدي القاصي و الداني معتمدا على النواة الأولى لسلطته، نواة المقدمين و الشيوخ، و من ورائهم فوج من المواطنين المغرر بهم ، و كذا الطابور الخامس من الهيئات و المنظمات و الجمعيات.... غير ان الفاتح من يوليوز الذي انتظروه بفارغ الصبر، ليطفئ جذوة الفبراريين، انقلب ضدهم بحكم ما رافق الدستور من تزوير فاضح و مفضح، لا يمكن لأي عاقل ان ينفيه، و ما تلاه من مسيرات الثالث من يوليوز التي جاءت ردا شعبيا حقيقيا على مهزلة الدستور حيث خرج الالاف هاتفين نريد دستور شعبي ديمقراطي و ليس دستور الغياطة. و لأن الحركة استمرت في حراكها الشعبي الجماهيري، و لأنها حينداك لم تؤسس ببني اعياط، كانت الأمور عادية، بحيث ان الاصطفاف الذي تحدثنا عنه لم تكن الحاجة إليه ملحة قبل 24 من يوليوز ، علما ان النقاش الدائر بين شباب المنطقة ظل مفتوحا، و يمكن لأي كان ان يدعي و يظهر مساندته للحركة و يخفي في المقابل نزعته المخزنية. " في يوم الامتحان يعز المرء او يهان " لقد شكل الرابع و العشرين من يوليوز 2011 يوم امتحان للعديدين ممن يدعون النضال و الدفاع عن مصالح المواطنين و هو منهم براء ، فلقد تمترسوا في صف المخزن طلبا للفتات، و كسب الحضوة في وقت بحت فيه حناجر الشرفاء من شباب و شيب المنطقة، و يتساءل المرء هنا هل من قبيل الصدفة ان يتمترس "المناضلون الجدد" في صف الداخلية تحركهم بالغيطة و غيرها ,,, ضد مسيرات 20 فبراير في كل ربوع الوطن؟؟؟ ام أن المسالة قرار فوقي لتشكيل درع لحماية المخزن و الدفاع عن مصالحه ، حلف يتضمن كل الأحزاب التي طبلت للدستور الجديد؟؟؟ لم استثن أي حزب لأنها هي المعنية بتحديد موقعها و صفها من خلال توضيح رؤيتها من الحركة و مطالبها دون درائع تذكر، فالحركة للجميع ؟؟؟ عمل المستشارون و معهم السيد الرئيس الذي بدأ يستعد من الآن للعبة الانتخابية، عملوا على حشد المواطنين لاجل نسف مسيرة الفبرايريين، في ضرب سافر لكل المواثيق و القوانين الوطنية و الدولية، ساعين إلى منع الشباب من التعبير عن مطالبهم المحلية و الوطنية، دافعين نحو الاحتكاك لآجل تصيد محاكمات و متابعات كما هو معروف من طرف المجلس الموقر، لاجل الضغط من جديد، و لعب دور المحرك للعبة السياسية ببني اعياط. نقول للسيد الرئيس الذي بدأ في تنظيم "الزرود " بحضور بعض المستشارين في تماه تام مع السلطة، ان زمن ما قبل 20 فبراير قد ولى إلى غير رجعة، و أن زمن الخوف من المحاكمات المفبركة قد مضى، و ان زمانك قد أفل، و ان فجرك قد لاح.... فهل يتعض المستشارون " المناضلون الجدد " المحسوبون على الرئيس و يعملون على فك الارتباط مع اللوبي الفسادي الافسادي، و الذين لم يستطيعوا الالتحاق بمسيرة المطالب و التحقوا بمسيرة عبيدات الرمى بشكل او بآخر...