استفاد أكثر من مائتي شخص من ساكنة دوار كوسر بجماعة أنركي بإقليم أزيلال من حملة طبية مجانية نظمتها في نهاية الاسبوع الماضي مندوبية وزارة الصحة , في إطار التنسيقية المحلية لبرنامج جبر الضرر الجماعي . وقد تم خلال هذه الحملة ، التي نظمت على مدى يومين في إطار قافلة نظمت بشراكة مع السلطات المحلية وجمعية "أزيلال لمرضى السكري" والمجلس القروي للجماعة ، إجراء فحوصات وتحاليل للكشف عن الاصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم ، بالاضافة إلى حملة تحسيسية لمقاومة الامراض المعدية وأخرى لابراز أهمية التشخيص المبكر للقضاء على بعض الامراض الخطيرة . كما تم خلال هذه القافلة ، التي قطعت نحو 150 كلم من مدينة أزيلال عبر الطريق ، ثم قطعت نحو ست ساعات على متن الدواب للالتحاق بدوار كوسر لمساعدة الساكنة المحلية وساكنة جماعة آيت عتاب المجاورة للنهوض بوضعيتها الصحية ، تقديم عروض في الصحة الانجابية والتخطيط العائلي وتوزيع أدوية منع الحمل على الراغبات في ذلك من نساء المنطقة ، بالاضافة إلى القيام بحملة لتلقيح الاطفال خاصة ضد الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي أو التي تسبب الاسهال . وتأتي هذه القافلة ، التي أطرها طبيبان وأربعة ممرضين وتقنيان وأربعة أطر من جمعية "أزيلال لمرضى السكري" ، إعمالا لتوصيات التنسيقية المحلية التي ينسق المكتب الجهوي الإداري للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ببني ملال أعمالها ، في لقائها المنعقد في شهر أبريل الماضي ، وذلك في إطار النهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفئات المستهدفة ، خاصة الحق في الصحة . وكان قد تم في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي ، الذي ينفذه المجلس الوطني لحقوق الانسان والذي انطلق سنة 2003 ، تزويد كل من المركز الصحي الجماعي بالجماعتين القرويتين تاكلفت وزاوية احنصال المعنيتين بهذا البرنامج باقليم أزيلال إلى جانب جماعتي أنركي وتلغيت ، بجهازين للفحص بالصدى خلال شهر مايو 2011 وتمت برمجة تكوين للأطر الصحية في هذا المجال. وينفذ برنامج جبر الضرر الجماعي في إطار متابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ، من خلال اعتماد منهجية تستهدف ضمان جبر الأضرار الجماعية للمناطق التي تضررت جراء حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بها في الماضي. ويسعى البرنامج إلى إنجاز مجموعة من المشاريع تهدف إلى المساهمة في تنمية المناطق المعنية ، والحفظ الإيجابي للذاكرة ، وترسيخ روح جبر الضرر الجماعي ، وتحقيق الحكامة المحلية عبر دعم وتقوية قدرات الفاعلين المحليين. ويهم هذا البرنامج مجموعة من المناطق تابعة لأقاليم فجيج والرشيدية وورزازات وزاكورة وطانطان وأزيلال والخميسات والحي المحمدي عين السبع والحسيمة والناظور وخنيفرة. أحمد بونجمة وكالة المغرب العربي للأنباء