من بين القضايا التي بدأت تستأثر باهتمام الرأي الأفوراري قضية الجمعية الخيرية الإسلامية ( دار الطالب ) ، فبعد قضية الاختلاس التي كان بطلها مدير دار الطالب السابق ، والذي اعترف بما نسب إليه وقام برد المبلغ المختلس الذي قدره عشرون ألف درهم (20.000درهم ) والتنازل على المتابعة القضائية مقابل توقيعه وثيقة يعترف فيها أنه لا يدين للجمعية بأي حق . وأمام هذا الوضع الشاذ الذي لم تعرف الجمعية مثله منذ تأسيسها لما يفوق عقد من الزمن ، والذي قدمت خلال هذه المدة الزمنية خدمات جليلة لفئات كثيرة من التلاميذ المعوزين ، من مختلف مناطق الإقليم ، خصوصا المناطق الجبلية ، و يعترف الجميع بتميز دار الطالب بأفورار عن مثيلاتها بمناطق مختلفة من حيث نظافة المؤسسة وجودة الخدمات المقدمة للتلاميذ ، ولعل زيارة بسيطة إلى مقر الدار يعطي هذا الانطباع الذي عبرنا عنه . إلى هنا ، الأمور عادية باستثناء عملية الاختلاس التي تستوجب متابعة قضائية ، حتى لا يكون المال العام عرضة للاختلاس الذي أصبح سمة من سمات تحمل المسؤولية ببلدنا الحبيب المغرب من أبسط مسؤولية إلى أعلاها مع وجود الاستثناء طبعا . وبعرض كرونولوجي سريع للأحداث المتلاحقة بخصوص دار الطالب بأفورار ، نشير إلى أنه بعد انتهاء صلاحية المكتب السابق خلال الأشهر القليلة الماضية ، ومباشرة بعد اكتشاف قضية الاختلاس ، تم تجديد المكتب ، غير أن المندوب الإقليمي للتعاون الوطني اعترض على أمين مال الجمعية الذي يعمل في نفس الوقت ممونا للجمعية ، وأمام السيد المندوب استقال أمين المال ، وباستقالته بدأت حمى الاستقالات في صفوف أعضاء الجمعية تنتقل من شخص إلى آخر حتى قدم المكتب جميعه الاستقالة للسلطة المحلية . وبدأ مسلسل محاولة تجديد المكتب أولى حلقاته ، وكان الجميع ينتظر أن تنتهي فصول هذه الرواية أو هذا المسلسل ، غير أنه تبين فيما بعد أن هناك أيادي خفية أرادت أن تجعل من مسألة تجديد مكتب الجمعية مسلسلا مكسيكيا أوتركيا ممططا ومطولا ، فمنذ شهر بداية شهر فبراير إلى حدود اليوم عقد أربعة جموع عامة للتجديد ، لكن بقيت دار لقمان على حالها ، فيوم الثلاثاء الماضي 03 ماي لم يحضر الجمع العام إلا شخصين أحدهما توصل بدعوة الحضور والآخر حضر بصفته الصحفية !!! ويومه الأحد 08 ماي حضر ما يزيد على اثني عشر مدعوا للجمع العام التجديدي الثالث لكن تخلف السيد مندوب التعاون الوطني . وأمام هذا الوضع الذي أصبح غير عادي بل شاذا يطرح العديد من المهتمين من الفعاليات الجمعوية والسياسية والنقابية أكثر من تساؤل حول من له مصلحة هذه التأجيلات المتتالية والفراغ التسييري الذي تعرفه دار الطالب منذ شهر فبراير إلى الآن ، علما أن جهات معينة يفترض فيها الحياد في مثل هذه القضايا وأن لا تستغل منصبها لفرض فلان في الرئاسة وآخر في أمانة المال ، وتضيف هذه الفعاليات التي استقينا آراءها أنها ليست حريصة على تحمل هذه المسؤولية بقدر ما هي حريصة على مصلحة نزلاء هذه الدار . ونشير في الختام أن الطباختين اللتان تشتغلان في دار الطالب وتسهران على تهييء الوجبات الغذائية للتلاميذ وحارس الدار لم يتلقوا أجرتهم لمدة أربعة أشهر ، كما أن التلاميذ ليس لهم من يشرف عليهم منذ ذلك الزمن ( شهر فبراير ) إلى الآن ، وبلغ إلى علمنا أن الأوضاع بهذه الدار أصبحت تخرج عن سكتها خصوصا أن لا أحد يراقب هؤلاء التلاميذ ويتابعهم منذ الاستقالة الجماعية لأعضاء المكتب ، كما أن المؤن نفذت من الدار ، ولولا تدخل السيد قائد المركز ، لتسبب ذلك في انقطاع تلاميذ هذه الدار ، ولا زال أمر الانقطاع والهذر المدرسي واردا فيما يستقبل من الزمن إذا لم يتدخل المسؤولون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . فما رأي السيد العامل في هذه الوضعية الشاذة ؟ ونسائل السيد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بإقليم أزيلال كذلك عن رأيه ؟