تلخص حسناء خشوني، النائبة الثانية لرئيس جمعية أيت أسّري للتنمية بأفورار، إقليم أزيلال أهم العراقيل التي تعارض العمل الجمعوي بهذه المنطقة، وترى أن الممارسات السياسية غير المسؤولة والاقتصار على المواسم الانتخابية أورثت لدى المواطنين فقدان ثقة حتى في أبسط مبادرات العمل الجمعوي. كما تستعرض أهم ما أنجزته جمعية أيت أسّري من مشاريع في المنطقة. من هي حسناء خشوني؟ حسناء خشوني، النائبة الثانية لرئيس جمعية أيت أسّري للتنمية بأفورار، إقليم أزيلال، من مواليد ,1979 حاصلة على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة القاضي عياض بمراكش، وتنتظر فرصة للحصول على حقها في التشغيل، فاعلة جمعوية. متى ابتدأت جمعية أيت أسّري للتنمية نشاطها وماذا أنجزت؟ الجمعية ابتدأت نشاطها منذ سنتين، وحققت الكثير من الإنجازات، من بينها محاربة الأمية، حيث استفاد من برنامجها ما يزيد عن 80 امرأة، وهناك برنامج آخر يتعلق بالتعليم الأولي لفائدة 30 طفلا. واستطاعت الجمعية، رغم فتوتها، إنجاز مشروع الربط بالماء الصالح للشرب لفائدة 125 أسرة من دوار أيت أسّري، بأفورار إقليم أزيلال، بحيث وصل هذا المشروع إلى اللمسات الأخيرة. كما تراهن جمعيتنا، في إطار مقاربة المشاركة الفعالة، على تعميق التواصل مع المواطنين قصد تشخيص أعمق للمشاكل المرتبطة بالتنمية. ومن اهتماماتنا، بالإضافة إلى التنمية والأم والطفل، المجال البيئي ومجال التكوين، بحيث عقدت جمعيتنا في الآونة الأخيرة شراكة مع إحدى الشركات بالدار البيضاء، حصلنا بموجبها الآن على 3 حواسيب سوف تسخر إلى تكوين التلاميذ المنقطعين عن الدراسة من مستوى الإعدادي والثانوي. هذا إضافة إلى مشروع التربية النسوية في إطار شراكة مع التعاون الوطني، والذي ستستفيد منه 145 امرأة في مختلف التخصصات (خياطة، طرز وفصالة...)، وجدير أن نٌذكِّر كذلك بالسور الذي أنجزته جمعيتنا لفائدة مدرسة الدوار، كما تضع نصب أعينها تزويد هذه المدرسة بالإنارة والماء الصالح للشرب، اللذين تفتقر إليهما، وأنا كمتطوعة أعمل على تقديم دروس الدعم والتقوية بذات المدرسة. ماذا عن وضعية دواركم ومشاكله؟ دوار أيت أسّري من الدواوير الفقيرة جدا، إذ يفتقر إلى موارد مهمة، ومازال يعتمد على مردود الفلاحة من مستوى ضعيف جدا، ويعيش عدة إكراهات، منها غلاء الماء والمحروقات والأسمدة...إلخ، أما البنيات التحتية فيمكننا القول إنها منعدمة، بحيث لا يتوفر الدوار إلا على مدرسة ابتدائية يتيمة تنعدم فيها شروط التمدرس من ماء وكهرباء، ولما يصل التلاميذ إلى الإعدادي يصطدمون بمشكل النقل، إذ يضطرون إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، وتكون الفتاة في هذه الأوضاع هي الضحية الأولى التي تضطر إلى الانقطاع عن الدراسة لا لشيء إلا لهذا السبب. أما على مستوى الصحة، ففي دوار أيت أسّري مستوصف فريد يشكو بدوره من مشاكل كثيرة، كما يشكو كذلك هذا المجمع السكاني من انعدام قسم للولادة وسيارة إسعاف. ومن الظواهر التي تلاحظ في هذا الدوار تنامي البطالة في صفوف حاملي الشواهد والمنقطعين عن الدراسة من مستوى الإعدادي والثانوي. هذا بالإضافة إلى ما تعرفه أوضاع المرأة والفتاة كأخواتها في البوادي من أمية وفقر وعدم التأهيل. ما هي إكراهات العمل الجمعوي عموما، وبدوار أيت أسّري خصوصا؟ من معوقات العمل الجمعوي عموما قلة الموارد المالية، إذ تعتمد الجمعية على مساهمة أعضائها فقط، في غياب أي دعم من أي جهة كانت. كما تعاني جمعيتنا من فقدان الثقة عند السكان، الذين لا يبدون أي استعداد للتعامل، نظرا لما خلفته الممارسات السياسية غير المسؤولة والاستغلال المصلحي للانتخابات من فقدان فظيع للثقة. فأصبح كل مشروع وتواصل يصطدم بهذه الصخرة (انعدام الثقة)، مما يجعل التواصل صعبا للغاية. كما تعاني جمعيتنا كذلك من انعدام مقر خاص بها لتنظيم جانبها الإداري والتواصلي على حد سواء. الكثير ممن استضافتهم التجديد في هذا الركن أبدوا عدم ارتايحهم للطريقة التي يتم بها حاليا تعليم اللغة الأمازيغية بالمغرب نظرا لعدم وضوح الرؤية، خاصة في أفق التعليم الإعدادي والثانوي ثم الجامعي، ما رأيك أنت؟ أنا بالعكس متفائلة بهذا الخصوص، ويجب الآن التفكير فقط في تعميم تعليم الأمازيغية بجميع المدارس في كل ربوع الوطن، وبعد ذلك نرى ماذا يجب عمله، يجب ألا نسبق الأحداث.