المستوى السادس من التعليم الابتدائي هو أقصى ما يمكن أن تبلغه غالبية الفتيات اللواتي يدرسن بإحدى المجموعات المدرسية بجماعة بني حسان : م/م ترست - م/م مسكاون - م/م ابراغن. فكثير منهن ينقطعن عن الدراسة بمجرد أن يجتزن الامتحان الإقليمي . والسبب الرئيسي هو انعدام الثانوية الإعدادية بتراب الجماعة وتواجد أقرب إعدادية في فم الجمعة على بعد 15 كيلومتر فأكثر. فهل الدوائر الانتخابية المشكلة لجماعة بني حسان لا تستحق ولو ملحقة تجعل هؤلاء الآباء يتشبتون ببصيص من الأمل في متابعة بناتهن للدراسة؟ وهل قدر لبعض الأسر أن ترحل وتغادر المنطقة بمجرد نجاح أول طفلة لهم في المستوى السادس صونا لحقها في متابعة تعليمها الإعدادي؟ إن واقع الفتيات ببني حسان يتناقض مع توصيات الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل خاصةً التي تعلق بالتربية على المواطنة والتي تؤكد على حقية الطفل في التعلم والتمتع بوضع تعليمي أحسن. لذلك فبمجرد مغادرتهن للمدرسة يشعرن بشتى أنواع الخزي والمهانة. في السنتين الماضيتين استبشر السكان خيرا عندما سمعوا خبرا مفاده أن ثانوية إعدادية ستبنى وسط جماعة بني حسان. وكم كانت فرحتهم كبيرة وآمالهم عريضة لأنهم على الأقل سيحافظون على فلذات أكبادهن بجانبهم حتى مستوى متقدم من التعليم. ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق و تزداد حسرة التلميذات وآبائهن على وضع لا يملكون حياله سوى الأمل الذي يبدو في الوقت الراهن بعيد المنال. لحسن مساعد