بالأمس القريب تم تشييد مقر دار الطالبة لإيواء الفتيات اللواتي يدرسن بالمؤسسات التعليمية التابعة لإقليم الدريوش، فهتفت الجماهير بهذه الخطوة الشجاعة التي عنها اطمأنت فتاة دار الطالبة وكمت الابتسامة محياها بعد المعاناة الطويلة التي ظلت تجرها وتكابدها و لا من مجيب، إذ أن جل هولاء الفيتات ينحدرن من القرى والبوادي المجاورة اللائي تفتقدن إلى دار الطالبة والى المؤسسات التعليمية المطلوبة، معاناة اعتقدن أنها قد انتهت كشأن إبائهن وأوليائهن الذين ظنوا أن فلذات اكبداهن قد يستطعن تتميم دراستهم الثانوية والإعدادية في ظروف لابأس بها مقارنة مع المعاناة السابقة.. لكن الواقع أظهر العكس وبخر ما كانوا يعتقدون. فبعد سنتين من بناء دار الطالبة التي كانت تأوي أربعين فتاة يعشن في ظروف شبه لابأس بها رغم ضيق ألمساحة، بحيث ان قاعة واحدة ظلت تضم هذا العدد من الفتيات، ورغم ذلك استطعن أن يتحملن هذا الإزدحام فضلا عن الذهاب والإياب إلى مساكنهم البعيدة كما اشرنا. لكن الغريب في الأمر والعجيب و به ان قررت جمعة دار الطالبة بناء الطابق الأول، تبين للمهندس والمقاول المشرف على البناء أن هذه المؤسسة غير قادرة على تحمل الطابق الأول، مما جعله رفض تتميم الأشغال، وقد حولت هذه اللامبالات من المؤسسة العمومية أي دار الطالبة إلى أطلال و خراب بعد المعاينة الأخيرة التي اجريت، الشيء الذي أدى بهؤلاء الفتيات الى العودة إلى المعاناة السابقة و الانتقال إلى مساكنهن البعيدة أو البحث عن من يأويهن وقت أن رفضت مؤسسة عبد العزيز أمين إيوائهن رغم احتضانها لهم السنة الماضية كرها. بيد أن مجهودات رئيس البلدية ( م ب ) إصراره على إعادة الحق لهؤلاء الفتيات، و تدخله الدؤوبة مع السيد عامل اقليمالناظور، استطاع الظفر بأربعين منحة من طرف التعاون الوطني، مما جعل التفاؤل والطمأنينة تعود لهؤلاء الفتيات ولأسرهم. وهي مبادرة اتخذها الرئيس بمفرده يستحق عنها إلتنويه و تدخل ضمن المساهمة الفعالة للحد من الهدر المدرسي وخدمة للسياسة الحكومية الرامية إلى تشجيع الفتاة باعتبارها الاسمنت الحقيقي لبناء المجتمع و تشجيعا لإصلاح التعليم.... أولادنا كالجوارح أيها فقدناه *** كان الفاجع البينا الفقدا