مستوصف صحي لا يتوفر على قنوات الصرف الصحي ودار ولادة مولداتها خارج التغطية و أنت أيها الفقير المحتاج تهم بزيارة المستوصف بأفورار، ينتابك شعور الأمل في تلقي العلاجات و حتى الدواء الموزع من طرف وزارة الصحة، لكن و أنت تلج باحته تستقبلك وجوها عبوسة أعياها الانتظار و أضناها قلة ذات اليد للتوجه لعيادة طبيب خاص. لا شك انك في عجلة من أمرك، تريد قضاء حاجتك ، ترى الطبيب .. تنظر إليه و ينظر إليك، و تأخذ ما تيسر لك من الدواء إن وجد، و تنصرف إلى حال سبيلك، خصوصا و انك قادم من دواوير بعيدة عن مركز افورار، علما ان المستوصف يستقبل المرضى من افورار و بني اعياط و تيموليلت و الدواوير المجاورة للجماعات الثلاث. و على الرغم من ان المستوصف يخضع لعملية ترميم و إصلاح فهو لا يتوفر على قنوات الصرف الصحي ، بل اكتفي بأربع حفر، واحدة للسكنيات ، وأخرى لقسم الولادة ، و اثنتين للمستوصف، كما ان جدرانه الجديدة تغريك في واجهتها، لكن إذا تمعنت لن تجد ما يقابلها داخل المستوصف.؟؟؟؟ أما أنت أيتها الحامل، فهنالك لائحة تقول لك إن كنت قد تقدم بك السن أو تحبلين لأول مرة، فممنوع عليك أن تلجي قسم الولادة بأفورار، بل ابحثي عن سائق سيارة الإسعاف، لتدفعي له ثمن البنزين لينقلك على عجلة من أمرك إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال، علك تصلين قبل فوات الأوان. فكم من مرة نقلت الحامل و لم تصل المستشفى إلا و قد فارقت الحياة، ولتعلمي انك لست الوحيدة في أفورار بل جل المستوصفات بالإقليم تقول : اذهب لبني ملال أو أزيلال المدينة، و لا تنسوا دفع ثمن التذكرة للسائق، فقد توفيت امراة على متن سيارة الإسعاف قبل أسبوعين في طريقها إلى أزيلال قادمة من ايت اعتاب، أيا كانت الأسباب فمغرب 2009 ، يجب أن لا يقبل حدوث هذا قبل ان تتلقى المرأة العلاجات و التدخلات اللازمة، فأين هي برامج وزراة الصحة؟؟ التي غالبا ما دعت إلى تقليص الوفيات في صفوف الحوامل؟؟؟؟ ألا يستحق أفورار تعيين طبيب أو طبيبة متخصصة في الولادة ليقوم بمتابعة حصة الحوامل منذ الشهور الأولى و يشرف على وضعهن بعين المكان بأفورار؟؟؟ ألا يستحق المتخصصون في الولادة السكن في محيط المستوصف حتى يتسنى للمواطنين طلبهم كلما دعت الضرورة عوض البحت عنهم في أزقة دوار الجديد حيت يسكن اغلبهم ؟؟؟ و هاته حالة أسرة فقيرة جدا لا تملك ما تسد بها رمقها و أبناءها فكيف بدفع مصاريف العلاج و التنقل، استقدمت يوم الخميس صباحا إلى المستوصف و قيل لها ، ارجعي حتى المساء، فلما حضرت مساء بعد صلاة العصر ، قيل لها عليك ببني ملال، ليس لأن حالتها تستدعي تدخلا من المستشفى الإقليمي ، و لكن لأن الممرضة المكلفة غير موجودة في عين المكان ، اتصل بها مرافقو الحامل، فاكد اقرباؤها أنها بنني ملال، هذا كله في وقت كانت فيه السيدة قريبة من الوضع مما لا يحتمل وصولها لبني ملال، فلِمَ لَمْ يقل لها ذلك صباحا... اتصل احد أقرباء السيدة بالممرض عبد الرحمان.، و هنا لا بد ان ننوه بمجهودات هاته الطاقة، فكثيرا ما سمعنا عنه قصصا لا تعد و تحصى من الرجولة و الإنسانية و التدخل لتدارك الكثير من الأخطاء، طاقة تستحق التشجيع من السيد النائب الإقليمي لوزارة الصحة، لم يتردد الممرض في الحضور، رغم انه مسؤولة عن المداومة الليلية في ذلك اليوم،. هذا في أفورار أما في بعض المستوصفات على مستوى الإقليم ، فعليك البحث عن الممرضة في بيتها، لا بل إحضار سيارة من لنقلها إلى المستوصف، طبعا أنت الذي ينتظر مولودا لا يرفض طلبا لأن كل همه أن تمر العملية بسلام ... فأين هي برامج وزارة الصحة على مستوى الإقليم، و أين هم ممثلو هذا الإقليم في البرلمان و غيرها من المجالس؟؟ و أين هي البنيات التحتية الكفيلة بتحقيق التغطية الصحية للجميع؟؟؟ يبدو أننا في هذا الإقليم لا زلنا نحتاج لعقد من الزمن حتى نصل على المستوى المرغوب فيه، هذا إذا توافرت الإرادات الخيرة،و الرجال القادرون على حمل هم المواطن قبل هم مصالحهم الشخصية؟؟؟ أملنا ان تنظر الوزارة الوصية لمستوصفات الإقليم خاصة على مستوى أقسام الولادة، و الإحصائيات التي بين أيديها من الوفيات في صفوف الحوامل و الرضع كفيلة لكشف المستور كما يقال.