يخطو الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس لتعزيز مكانته إفريقيا ويصبح فضاء لتبادل الخبرات وتطوير المدارك حول المجال الفلاحي حاملا شعار "التجارة الفلاحية" بما يشكل إشارة قوية وقيمة للمهنيين في جل القطاعات الفلاحية و أضحى مرجعا لكل مهنيي القطاع للحصول على معلومات ولقاء الخبراء والشركاء من أجل إغناء معارفهم والتعرف على ممارسات مبتكرة فعالة في هذا المجال وكذا البحث والمشاركة في دورات ولقاءات وإبرام اتفاقيات شراكة منتجة. وتكمن القيمة المضافة لهذا الملتقى في توفيره لقاعدة معرفية غنية بالمعطيات. ويعتبر الأهم على المستوى الإفريقي في الاضطلاع بأهمية جد بالغة كنقطة التقاء سنوية لمختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي والدليل على ذلك العدد الهائل من الزوار والعارضين المتوافدون عليه لاسيما الأجانب منهم. تتجلى جل أهداف هدا الملتقى في دعم القطاع الفلاحي في إطار مخطط (المغرب الأخضر) يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس رافعة أساسية لتطوير فلاحة منفتحة تنافسية ومتنوعة ومستدامة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية لكل منطقة على حدة. وفر المعرض في دورته الثامنة فضاء مجددا يقدم صورة جديدة عن فلاحة مغربية عصرية تواكب التطورات الحاصلة في هذا المجال وهكذا نجحت هذه التظاهرة في فرض نفسها وطنيا وقاريا ودوليا كموعد لعقد شراكات بين الفاعلين المحليين والدوليين. والواضح أن القائمين على الملتقى بذلوا جهودا حثيثة من أجل إعادة تصميم المعرض وفق رؤية أكثر حداثة سعيا إلى جعله يستقبل أكبر عدد من الزوار في أفضل الظروف. فالفكرة تتمثل في إعادة توظيف الأقطاب في إطار رؤية إستراتيجية حيث سيتم إعادة تهيئة قاعات الندوات لتقديم أفضل ملتقى سنوي للنقاش بين المهنيين والخبراء. ويأتي هذا الملتقى في نسخته الثامنة لتعزيز المكتسبات التي تحققت في إطار مخطط "المغرب الأخضر" والذي مكن بعد مرور زهاء خمس سنوات على إعطاء انطلاقته من إحداث تغيرات إيجابية شتى في بنية وأنماط استغلال القطاع الفلاحي بما يجسد الانخراط الفعلي لجميع الفاعلين المعنيين من وزارة وصية وفلاحين صغار وكبار ومستثمرين وتعاونيات فلاحية في تنفيذ مختلف مشاريع هذا المخطط القطاعي الطموح لاسيما تلك المندرجة في إطار دعامتيه الأولى (فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية) والثانية (الفلاحة التضامنية). ويرسخ الملتقى الأفكار الستة التي يستند عليها مخطط (المغرب الأخضر) والتي تتعلق باعتبار الفلاحة كمحرك للنمو ومحفز لخلق فرص الشغل وإنعاش التصدير ومحاربة الفقر وتبني استراتيجية متميزة ملائمة لكل فئة من الفاعلين تقطع مع التصور التقليدي الذي يقابل بين الفلاحة العصرية والفلاحة الاجتماعية وتأخذ بعين الاعتبار تنوع الفاعلين وإكراهاتهم السوسيو- اقتصادية وإعادة تنظيم النسيج الإنتاجي وتشجيع الاستثمار واعتماد الشراكات المربحة.