جلالة الملك يفتتح بمكناس الدورة الثامنة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بعد سبع سنوات من التطور المطرد الذي أتاح له التميز وطنيا وإقليميا ودوليا، وبعد تطرقه لمواضيع هامة من ضمنها «البحث والابتكار»، يستمر الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، في دورته الثامنة، وفق مسار ثابت لتعزيز مكانته على مستوى القارة الإفريقية، كفضاء لتبادل الخبرات وتطوير المدارك حول المجال الفلاحي، حاملا شعار «التجارة الفلاحية»، بما يشكل إشارة قوية وقيمة للمهنيين في جل القطاعات الفلاحية. ولاشك أن هذا الملتقى، أضحى مرجعا لكل مهنيي القطاع للحصول على معلومات، ولقاء الخبراء والشركاء من أجل إغناء معارفهم والتعرف على ممارسات مبتكرة فعالة في هذا المجال. والأكيد أن هذا الملتقى سيكون على مدار خمسة أيام فضاء للتشاور والاقتراح بغية إيجاد حلول واقتراحات مناسبة لمحوره الرئيسي «التجارة الفلاحية» واتخاذ القرارات اللازمة حيال ذلك. ويأتي هذا الملتقى في نسخته الثامنة لتعزيز المكتسبات التي تحققت في إطار مخطط «المغرب الأخضر»، والذي مكن بعد مرور زهاء خمس سنوات على إعطاء انطلاقته، من إحداث تغيرات إيجابية شتى في بنية وأنماط استغلال القطاع الفلاحي، بما يجسد الانخراط الفعلي لجميع الفاعلين المعنيين، من وزارة وصية وفلاحين صغار وكبار ومستثمرين وتعاونيات فلاحية، في تنفيذ مختلف مشاريع هذا المخطط القطاعي الطموح، لاسيما تلك المندرجة في إطار دعامتيه الأولى (فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية) والثانية (الفلاحة التضامنية). ويرسخ الملتقى الأفكار الستة التي يستند عليها مخطط (المغرب الأخضر)، والتي تتعلق باعتبار الفلاحة كمحرك للنمو ومحفز لخلق فرص الشغل، وإنعاش التصدير ومحاربة الفقر، وتبني استراتيجية متميزة ملائمة لكل فئة من الفاعلين، تقطع مع التصور التقليدي الذي يقابل بين الفلاحة العصرية والفلاحة الاجتماعية وتأخذ بعين الاعتبار تنوع الفاعلين وإكراهاتهم السوسيو- اقتصادية، وإعادة تنظيم النسيج الإنتاجي، وتشجيع الاستثمار واعتماد الشراكات المربحة. ترأس جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بفخامة رئيس الجمهورية الغابونية علي بونغو أونديمبا، أول أمس الأربعاء بصهريج السواني بمدينة مكناس، افتتاح الدورة الثامنة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب. وفي مستهل هذا الحفل، أشرف جلالة الملك على تسليم شهادات الاعتراف للمستفيدين في العلامات المميزة للجودة والمنشأ لستة فلاحين منتجين. وهكذا سلم جلالته البيان الجغرافي «تفاح ميدلت» (جهة مكناس تافيلالت) لمحمد عكي رئيس جمعية منتجي تفاح ميدلت، والبيان الجغرافي «عسل باخنو جبل مولاي عبد السلام» (جهة طنجةتطوان ) للصديق البقالي رئيس اتحاد تعاونيات العسل « قطب مولاي عبد السلام «، والبيان الجغرافي « زيت الزيتون البكر الممتازة - وزان» ( جهة طنجةتطوان ) لحنان الأشهب رئيسة المجموعة ذات النفع الاقتصادي «نساء الريف»، والبيان الجغرافي ل «تمور بويطوب طاطا» ( جهة كلميمالسمارة) لحسين كوحو رئيس التعاونية الفلاحية «تاسقالة». كما تسلم عبد المومن حاجي رئيس تعاونية مزاح وادي زكزل البيان الجغرافي» مزاح زكزل « ( الجهة الشرقية)، في حين تسلم امبارك النفاوي رئيس مجمع «واحة الصحراء» البيان الجغرافي «كسكس خماسي» (جهة كلميمالسمارة والعيون بوجدور الساقية الحمراء ووادي الذهب الكويرة). بعد ذلك، قام جلالة الملك وضيفه الكبير بجولة عبر مختلف أروقة وفضاءات المعرض، الذي ينظم من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري تحت شعار» التجارة الفلاحية «، بمشاركة 51 بلدا من بينها بلجيكا كضيف شرف. ويبرز شعار هذه الدورة، التي تتواصل إلى غاية 28 أبريل الجاري، دور التجارة الفلاحية وتحديات التنمية المستدامة للفلاحة المغربية في ظل العولمة الجديدة للمبادلات. كما يتماشى هذا الشعار مع أهداف مخطط «المغرب الأخضر» الذي يروم تطوير فلاحة متعددة القطاعات وعصرية ومنتجة وقادرة على المنافسة على المستوى الدولي. وتسعى الدورة الثامنة للملتقى الدولي للفلاحة، التي يشارك فيها أزيد من 1060 عارض، إلى تثمين مميزات وخصوصيات المنتوجات المحلية الأصلية بهدف تطوير المبادلات بين الفاعلين المحليين والدوليين في هذا القطاع بشكل مستدام. وبهذه المناسبة ستحرص الجهات ال16 للمملكة على تثمين تنوع منتوجاتها، فيما ستساهم الأروقة الدولية بشكل فاعل في توفير إطار للتبادل وإقامة شراكات تضامنية. ويعتبر الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المقام على مساحة 10 هكتارات، فرصة لإرساء شراكات بين مهنيي القطاع من مغاربة وأجانب، ومناسبة لإبراز مؤهلات الفلاحة المغربية ومكانتها ضمن النسيج الاقتصاد الوطني. وعلى غرار الدورات السابقة تتمحور دورة هذه السنة حول تسعة أقطاب موضوعاتية. ويتعلق الأمر بأقطاب «الجهات»، و»المستشهرون والمؤسسات المساندة»، و» القطب الدولي»، و»المنتوجات الفلاحية»، و»والمستلزمات الفلاحية»، و»الآلات والمعدات الفلاحية»، و»والطبيعة والبيئة»، و»المنتوجات المحلية»، و» تربية المواشي». ويشكل قطب»الجهات» فضاء يتيح لكل واحدة من بين الجهات الستة عشر للمملكة عرض المواضيع المرتبطة بالفلاحة السائدة في منطقتها الجغرافية (الخصائص الجيو- مناخية، المنتوجات المحلية، السياحة الفلاحية، ....السياسة الفلاحية). أما» قطب المستشهرين والمؤسسات المساندة»، فهو فضاء مخصص للمؤسسات العمومية والخاصة التي تنخرط في الأنشطة الفلاحية وتساند الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس. وفي ما يتعلق بالقطب «الدولي»، فهو يجسد الانفتاح الراسخ للمغرب والتزامه حيال تعزيز علاقاته التجارية مع مقاولات أجنبية تنشط في قطاعات الفلاحة أو الصناعة الغذائية، وكذا ومع المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية. وبخصوص قطب»المنتوجات الفلاحية»، فهو يضم جميع المقاولات الصغرى والمتوسطة والكبرى العاملة في قطاع الفلاحة والصناعة الغذائية بالمغرب، والتي تعرض منتوجات خام كالفواكه والخضروات والمنتوجات المحولة. ويهم قطب «المستلزمات الفلاحية» كل ما يتعلق بالمعدات والتجهيزات الصغرى للإنتاج النباتي (بذور، نباتات، أدوات زراعية، مخصبات للتربة، أسمدة، بيوت بلاستيكية). وخصص قطب»الآليات والمعدات الفلاحية» للمهنيين الذين يعرضون آليات فلاحية وتجهيزات موجهة للاستغلالات الفلاحية. ويهتم قطب «الطبيعة والبيئة» ببعض الهوايات من قبيل صيد الأسماك والقنص والبستنة، وبالفضاءات الخضراء والغابات وكذا السكن الإيكولوجي والأنشطة ذات الصبغة البيئية. كما يشكل هذا القطب إطارا للتفكير حول الإشكاليات البيئية الراهنة المرتبطة، على الخصوص، بالطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. وبخصوص قطب «تربية المواشي»، فهو يشكل عرضا نموذجيا لأنماط تربية المواشي السائدة بالمغرب. كما تشارك فيه المقاولات المتخصصة في صناعة وتسويق اللوازم التقنية والآليات المستعملة في القطاع، إلى جانب تلك المتخصصة في التغذية الحيوانية والأدوية البيطرية. ويتعلق قطب «المنتوجات المحلية»، المحدث خلال الدورة الرابعة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، بالتعاونيات والجمعيات المغربية العاملة في مجال تنمية المنتوجات الفلاحية والصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية . ويطمح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس هذه السنة إلى استقبال نحو 600 ألف زائر، كما يشكل فضاء للتفكير حول الإمكانيات التي تزخر بها الفلاحة المغربية باعتبارها القطاع الرئيسي ضمن نسيج الاقتصاد الوطني، وكذا حول التحديات التي تطرح نفسها أمام القطاع في عالم أضحى أكثر تنافسية. ويخصص اليومان الأولان للمعرض (24 و25 أبريل)، حصريا للمهنيين، قبل افتتاحه في وجه العموم بشكل رسمي من 26 إلى 28 أبريل، على أن يتم في اليوم الأخير توزيع الجوائز. وسيشهد المعرض،أيضا، تنظيم سلسلة من الندوات والموائد المستديرة العلمية ينشطها خبراء ومهنيون وطنيون ودوليون، علاوة على اللقاءات الإخبارية والتحسيسية المبرمجة من طرف المنظمين لفائدة الفلاحين. كما أعد المنظمون فضاء مخصصا للتنشيط (مباريات المواشي، ورشات للمنتوجات والتنشيط) والتي ستمنح الزوار فرصة اكتشاف الثروات التي تزخر بها المملكة في هذا المجال .