غادرت حالتين تماثلتا للشفاء من فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” صباح اليوم الثلاثاء 14 أبريل الجاري جناح كوفيد 19 بالمركز الاستشفائي الجهوي بمدينة بني ملال، وبذلك يكون إقليمبني ملال خاليا من أي إصابة بفيروس كورونا بعد تماثل جميع الحالات المؤكدة للشفاء. وبهذه النتيجة المفرحة والسارة يلوح في الأفق بصيص أمل للتغلب على الوباء والخروج من هذه الجائحة منتصرين، فعلامات الفرحة والسرور لحظة الإعلان عن حالات شفاء جديدة تعلو الوجوه، ولن تكتمل هذه الفرحة إلا بعد شفاء آخر حالة من حلات الإصابة بمملكتنا السعيدة. وجدير بالذكر أن الحالتين اللتين تماثلتا للشفاء من فيروس "كوفيد-19″، تنضاف إلى حالتين تم الإعلان عنهما في وقت سابق، ويتعلق الأمر، بالسيد بوعزة بلفاطمي، رجل أربعيني ينحدر من بني ملال متزوج وله أربعة أبناء، إلى جانب وامرأة في عقدها الثاني من الفقيه بن صالح متزوجة ولها ابن واحد، وبهاتين الحالتين يصل عدد المتعافين بجهة بني ملالخنيفرة إلى 07 حالات. وقد كان في لحظة توديع الحالتين المتعافيتين كل من الأطر الطبية والشبه طبية المدنية والعسكرية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة، والوقاية المدنية والأمن وممثلي السلطات المحلية، بالإضافة إلى المديرين الجهوي والإقليمي للصحة. وعبر المتماثلان للشفاء، في تصريح للحريدة، عن شكرهما لكل الأطقم الطبية والتمريضية، على رعايتهم وسهرهم على تتبع حالتهما الصحية على مدى حوالي 15 يوما، مؤكدين أن التعامل الجيد والإنساني للأطقم الساهرة على علاجهما وتتبع حالتهما على مدار الساعة، جعلهما يشعران أنهما لا يواجهان هذا الوباء لوحدهما بل إلى جانبهما فريق متكامل ضحى ويضحي بكل شيء من أجل تحقيق الانتصار على هذا الوباء. ومن جهته ثمن الدكتور خالد برحال، المدير الإقليمي للصحة ببني ملال، مجهودات السلطات المحلية، والدعم المتواصل لوالي جهة بني ملالخنيفرة الخطيب الهبيل الذي يسهر بشكل يومي على تتبع الحالة الوبائية بالإقليم وكذا الحالة الصحية للمرضى، مضيفا أن هناك مجهودات متضافرة من قبل جميع المتدخلين من أجل التصدي لهذه الجائحة. وعبر برحال عن سعادته بتحقيق نتيجة صفر حالة ببني ملال بعد شفاء الحالات المصابة بالفيروس، مبرزا أن هذه النتائج المحققة جاءت بفعل الإستراتيجية المتبعة على صعيد الإقليم والتي يُصر لخطيب الهبيل على الالتزام بها خلال عدد من الاجتماعات التي تعقد بشكل متواصل مع كل المتدخلين للتداول في كل ما يتعلق بهذا الوباء بما في ذلك أبسط الجزئيات بُغية الوصول إلى هذه النتيجة التي تحققت اليوم. وأوضح الدكتور برحال أنه منذ ظهور فيروس كورونا تم تسجيل ثلاث حالات ببني ملال، واحدة توفيت نتيجة الأعراض المزمنة التي كان يعاني منها المصاب، إلى جانب حالتين تمّ شفاؤهما تماما كما أكدت نتائج التحاليل المخبرية ذلك، مضيفا أن حالة ثلاثة أشخاص مصابين من عائلة واحدة من ضواحي إقليم الفقيه بن صالح جد مستقرة وفي طريقها إلى الشفاء في القريب العاجل. وقال المدير الإقليمي للصحة ببني ملال إن: “أن المستشفى الجهوي يتوفر على مصلحتين، الأولى تخص الحالات المشبوهة أو المحتملة التي يتم فحصها، وتضم 36 غرفة تقريبا تخصص كل واحدة منها لحالة واحدة يشتبه في حملها للفيروس؛ فيما تضم المصلحة الخاصة بمرضى كوفيد 30 سريرا، إلى جانب 38 قاعة أخرى بمستشفى قصبة تادلة”. وفي ختام تصريحه نوه برحال بكل الأطر الصحية بالمركز الاستشفائي لبني ملال على ما بذلوه من جهد ونكران للذات، خاصة الأطقم الصحية التي كانت تشرف على تتبع ومراقبة حالة المصابين في الحجر الصحي، مشيدا في الآن نفسه ب”المجهودات التي يقدمها الطب العسكري في تعاون وتنسيق تام مع الطب المدني خدمة لساكنة هذه الجهة وفي نفس السياق، أكد العقيد الطبيب لكويشمي محمد، رئيس البعثة الطبية العسكرية من مراكش، أن تواجدهم ببني ملال جاء بناء على التعليمات الملكية السامية لدعم ومساندة باقي الأطقم الطبية والتمريضية من أجل القضاء على هذا الوباء، كما وجه شكره لجميع الطاقم المشرف على علاج مرضى كوفيد 19 على تضحياتهم وتفانيهم في العمل. ودعا العقيد لكويشمي المغاربة إلى التقيد بإجراءات الحجر الصحي والتدابير الوقائية لمحاصرة هذا الوباء، من أجل مساعدة الأطقم الطبية الذين يتواجدون بشكل يومي في مواجهة هذا الفيروس الخطير، متمنيا الشفاء لجميع المرضى. وفي سياق متصل عبرت الدكتورة وركة لبنة، أخصائية في أمراض القلب والشرايين بالمركز الجهوي الاستشفائي لبني ملال، عن فرحتها بهذه النتيجة المشجعة التي تحققت في بني ملال، موضحة أن تواجدها ضمن الطاقم الطبي المتخصص في معالجة مرضى كوفيد19 راجع إلى كون الأدوية التي تعطى للمرضى لها مضاعفات على القلب، الشيء الذي يجعله حضور أخصائي في أمراض القلب والشرايين ضروريا. ودعت الدكتورة وركة المواطنات والمواطنين إلى التقيد بالتدابير والإجراءات المتخذة من طرف السلطات المختصة، والالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية، واتخاذ سبل الحماية والوقاية، وخصوصا وضع الكمامات عند الخروج من المنازل للضرورة الملحة للحفاظ على هذه الحالة الوبائية التي تحققت بفضل تعاون الجميع. وبذات المناسبة أوضحت صوفيا نصيري، ممرضة متعددة التخصصات الدرجة الأولى بالمركز الجهوي الاستشفائي لبني ملال ، بأن فريق الممرضات والممرضين يتواجدون في الصفوف الأمامية ضد الفيروس، وأنهم رافقوا مرضى كوفيد19 لمدة 22يوما. وأضافت أنهم “طيلة هذه المدة كانوا مرابطين معهم في هذا المركز الاستشفائي ، وساهرين ومحتكين بهم 24ساعة على 24ساعة ، وكانوا يقدمون لهم الأكل والشرب ، ويعالجونهم، ويبادلونهم أطراف الحديث في محاولة منهم خلق جو من الأنس حتى لايشعروا أنهم لوحدهم أو معزولين ، أو أنهم محبوسين، وكانوا يقولون لهم بأنهم أيضا بعيدين عن أطفالهم من أجلهم ، ويحثونهم على تناول الدواء في وقته، صابرين مصابرين من أجل الوصول إلى مثل هذه النتائج المفرحة والمشجعة. وختمت نصيري تصريحها بالقول ” الحمد لله والشكر لله كان هناك تجاوب بيننا وبينهم ، رغم أن منهم من جاء للمستشفى في حالة حرجة و متدهورة ، ولكن كانت نسبة الشفاء 50 في المائة والشكر لله أن مجهودنا لم يضع، متمنية الشفاء لباقي المرضى”.