ترأس والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال السيد الخطيب لهبيل أشغال الورشة التشاورية في مرحلتها الثالثة للجنة الاستشارية الموسعة المتعلقة بإعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة بني ملالخنيفرة والتي تتعلق بالتوجهات الإستراتيجية ومجالات المشاريع. وقد حضر هذه الورشة التي أقيمت مساء يوم الثلاثاء 4 فبراير 2020 بمركز الاستقبال والندوات بمدينة أزيلال كل من رئيس الجهة السيد إبراهيم مجاهد وعامل إقليمأزيلال السيد محمد العطفاوي، وعامل إقليم الفقيه بن صالح السيد قرناشي محمد وعامل إقليمخريبكة السيد عبد المجيد الشنوري، والكاتب العام لإقليمخنيفرة والكاتب العام لإقليمأزيلال السيد المتوكل بلعسري ورؤساء المجالس الإقليمية ورؤساء الجماعات وممثلو المجتمع المدني والهيئات المنتخبة. وأكد السيد الخطيب لهبيل، في كلمة له بالمناسبة أن تصميم إعداد التراب الخاص بجهة بني ملالخنيفرة مر بمجموعة من المحطات منذ فبراير 2016، داعيا مختلف الأطراف إلى تظافر الجهود من أجل إنجاح هذا الورش الهام بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومستقبل الجهة. وأضاف والي الجهة أن التصميم الجديد لإعداد التراب يجب أن يراعي العديد من الشروط والأهداف من أبرزها تحسين جاذبية الجهة والرفع من وتيرة تدفق الاستثمارات وخلق أنشطة صناعية لتثمين الجهة والرفع من مستويات التنسيق بين السياسات العمومية؛ مشيرا إلى أن أبرز أهداف هذا التصميم تتمثل أساسا في تأهيل الرأسمال البشري وتبسيط وتجويد العرض العقاري والاهتمام بالتراث المادي واللامادي للجهة. واستعرض الخطيب أهم المجالات التنافسية التي تتوفر عليها جهة بني ملالخنيفرة مثل الفلاحة والسياحة والمعادن، مشددا على أن مستقبلها رهين بالتركيز على قطبين رئيسيين هما الخدمات والصناعة الرقمية إلى جانب الفلاحة والصناعات الغذائية. وأوضح أنه من خلال الورشات التواصلية التي تم تنظيمها لحد الآن ومختلف الملاحظات والاقتراحات المقدمة يمكن الحديث عن خمس توجهات استراتيجية للتصميم الجهوي لإعداد التراب بجهة بني ملالخنيفرة تتمثل في جعل المجال أكثر جاذبية وتقليص التفاوتات بين المناطق في الجهة. وأشار السيد الوالي إلى أهمية إعطاء الجهة هوية خاصة تميزها وطنيا ودوليا ومواكبة التحولات الايكولوجية والطاقية وإيلاء أهمية خاصة لتدبير المخزون المائي. داعيا إلى اقتراح مشاريع تنموية رائدة وأخذ العبرة من تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال مجموع الأوراش والمشاريع التي تم تحقيقها في مجال محاربة الفقر والهشاشة. وأكد أن جهة بني ملا ل خنيفرة أمام محطة مصيرية من أجل الوصول إلى وثيقة تؤسس لانطلاقة سليمة للتنمية الشاملة وتجاوز مشاكل الفقر والهشاشة والبطالة وتحقيق ارتقاء الجهة وجعلها قطبا تنمويا بامتياز. وفي السياق ذاته أكد إبراهيم مجاهد، رئيس جهة بني ملالخنيفرة أن الغاية من إعداد هذه الوثيقة هي بلورة رؤية استراتيجية طويلة الأمد للتنمية بالجهة ترسم معالم وآفاق التنمية الجهوية من خلال اقتراح وبرمجة التدخلات الواجب اعتمادها لمواجهة مختلف الاشكاليات الكبرى للتنمية. وأضاف أن هذه الوثيقة “ستمكن من امتلاك تصميم جهوي لإعداد التراب يكون في مستوى تطلعاتنا على المستوى الوطني والجهوي، وثيقة ستتضمن التوجهات الكبرى الكفيلة بتحقيق نموذج تنموي يضمن ارتقاء الجهة وجعلها قطبا تنمويا بامتياز”. ومن جهته قدم الدكتور إدريس الفينة، ممثل مكتب الدراسات المكلف بإعداد وثيقة التصميم الجهوي لإعداد التراب عرضا مفصلا حول التقدم الحاصل في أشغال إنجاز هذه الوثيقة، مشيرا إلى أنه قام بالتعاطي مع مختلف ملاحظات اللجنة وتم تحسين وتجويد الدراسة. وأشار العرض إلى أن الجهة تعرف عدة إشكاليات مركزية مرتبطة بغياب نموذج تنموي متكامل قادر على تحقيق التنمية الشاملة وضعف جاذبية الجهة واعتمادها بشكل كبير على الاستثمار العمومي والتحويلات التضامنية كما أنها لا تتوفر على بنيات أساسية كبرى تسمح بالرفع من إشعاعها وطنيا. وأضاف أن الشبكة الحضرية بالجهة تبقى متوسطة مقارنة مع جهات أخري وغير مهيكلة وتعرف تشتتا ديموغرافيا قويا، مسجلا عددا من الإكراهات والمعيقات البنيوية من بينها مناخ الأعمال والعقار، وغياب التحفيزات إضافة إلى كون ساكنة الجهة لا تستفيد بجزء هام من القيمة المضافة المنتجة. وأشار إلى أن الجهة تتواجد بها مناطق معزولة لا تستفيد من الخدمات الأساسية كما تتميز باستغلال مفرط للموارد الطبيعية واستمرار التأثير الكبير للبادية على التنمية. وأوضح يوسف الفينة إلى أن جهة بني ملا خنيفرة تزخر بإمكانيات كثرة من بينها موقعها الجغرافي ومحاذاتها لأكبر جهة بالمغرب وهي الدارالبيضاءسطات، كما تتوفر على مخزون غابوي ومائي استراتيجي وبها مؤسسات متنوعة للتكوين العالي والجامعي وموروث ثقافي غني وثروة معدنية متنوعة ومؤهلات فلاحية كبيرة. هذا وبعد المناقشة وإبداء العديد من الملاحظات، صادقت اللجنة الاستشارية الموسعة في ختام اجتماعها بالإجماع على التوجهات الإستراتيجية ومجالات المشاريع لمخطط التصميم الجهوي لإعداد التراب بجهة بني ملالخنيفرة.
وفي تصريح خاص بالجريدة أكد إبراهيم مجاهد رئيس جهة بني ملالخنيفرة أن هذا الاجتماع يدخل في إطار اختصاصات مجلس الجهة من أجل إعداد مخطط التراب الخاص بالجهة، والذي وصل مرحلته الثالثة التي تمت المصادقة عليها بالإجماع، وأن المرحلة الرابة المتعلقة بإعداد المشاريع ستعقد في أواخر فبراير الجاري. وأضاف مجاهد أن هذا المخطط يعبر وثيقة مرجعية تؤطر الجهة على مدار 25 سنة المقبلة وسيشمل الخطوط والبرامج المهمة والمستقبلية للجهة. وأكد أن نجاح هذا المشروع سيكون من جهة تتويجا لمختلف الجهود التي تم القيام بها من طرف مختلف الشركاء، وسيشكل إضافة لسلسة النجاحات والمكاسب والأوراش والتدخلات التي تم القيام بها من طرف مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، علاوة على أنه سيمكن من امتلاك تصميم جهوي متكامل، سيكون بمثابة جواب لمختلف الإكراهات والتحديات التي تعرفها مناطق جهة بني ملال-خنيفرة. ومن جانبه أكد الدكتور إدريس الفينة في تصريح للموقع أن هذا الغرض من هذا اللقاء التشاوري الموسع هو المناقشة والمصادقة على تقرير إعداد مخطط التراب الخاص بجهة بني ملالخنيفرة في مرحلته الثالثة، والذي يهدف إلى تقديم التوجهات والخيارات الإستراتيجية البالغ عددها 105 توجه استراتيجي، سيتم على أساسها بناء 330 مشروع مهيكل ستستفيد منها الجهة خلال 25 سنة المقبلة.