انعقد المؤتمر الجهوي الأول للحزب الاشتراكي الموحد بجهة بني ملالخنيفرة يوم الأحد 14يوليوز 2019، بمدينة قصبة تادلة، تحت شعار “ النضال الديمقراطي الشعبي لمحاربة الفساد والاستبداد، وتحقيق تنمية جهوية حقيقية “. عرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور فعاليات حقوقية، ونقابية، وسياسية تقدمية، إضافة إلى رفاقنا في فيدرالية اليسار الديمقراطي بالجهة . وبعد أن أنهى المؤتمرون والمؤتمرات كافة الأشغال، من مناقشة، ومصادقة على مسطرة المؤتمر، وانتخاب للمكتب الجهوي، سجل المؤتمر الآتي: دوليا ينعقد مؤتمرنا الجهوي في سياق دولي يتميز بتعمق أزمة النظام الرأسمالي، فالرأسمالية اليوم، وصلت درجة كبيرة من التناقض، سيما التناقض الحاصل بين الرأسمال وقوة العمل، بعدما صارت التقنية قادرة على الإنتاج، وما ارتفاع معدلات البطالة والفقر في عديد من دول العالم إلا مؤشر على هذا التناقض البنيوي. أدى هذا الواقع إلى معاينة احتجاجات أصحاب السترات الصفر في فرنسا سنة 2018م، تنديدا بارتفاع تكاليف المعيشة، وسعر الوقود – يحصل هذا في بلد أوروبي له تاريخ استعماري -. وهذا من النتائج المباشرة لدكتاتورية السوق؛ إذ صارت للمال سلطة تفوق سلطة الدول، والمؤسسات المنتخبة، وهو الأمر الذي يعبث بمصير الشعوب، ويتحكم في السياسات الدولية. وأدى كذلك إلى تدخلات لا شرعية في الشؤون الداخلية للدول، مثل الحاصل في محاولة إقبار الثورة البوليفارية من خلال التضييق على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو . عربيا ومغاربيا تزامن المؤتمر الجهوي مع دعوة الفلسطينيين حكومة وشعبا إلى مقاطعة مؤتمر البحرين حول “صفقة القرن”، المنعقد في 25 يونيو 2019م، إلا أنه عرف مشاركة عدد من الدول العربية، ومنها المغرب، مما يؤكد الشعار الذي تصدح به حناجر المغاربة في كل المظاهرات الشعبية “الأنظمة تساوم، والجماهير تقاوم”. وإذا كان الشعب الفلسطيني يقدم ملاحم نضالية في سبيل التحرر، فإن الشعبين السوداني والجزائري يقدمان دروسا في الثورة السلمية، التي أسقطت رؤوس الفساد، في انتظار إسقاط أنظمة الفساد. وطنيا تتبعنا بتفصيل الأحكام الجائرة والقاسية التي لحقت المعتقلين السياسيين على خلفية حراكي الريف وجرادة، وكذا معتقلي الرأي، وطالبنا بإطلاق سراحهم، ليفاجئنا النظام بالعفو على عدد من المعتقلين، منهم من أوشك بأيام قليلة على إنهاء مدة الاعتقال. وإذ نجدد مطالبتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، نؤكد على عزمنا في المشاركة في كل الأشكال الاحتجاجية المطالبة بذلك. إن الخروج من الأزمة يتطلب الإصغاء لصوت الكادحين لا قمعهم، بيد أن الدولة عبر حكومتها، تنتهج خيار القمع؛ إذ واجهت مطلب الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بشتى أنواع القمع، وكان آخرها فض اعتصام 23 أبريل 2019م، بالقوة، ما نتج عنه استشهاد عبد الله حجيلي المشارك في المعتصم تضامنا مع الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، لينضاف لقائمة شهداء الشعب المغربي. وبنفس المقاربة تسير الدولة عبر حكومتها في التعاطي مع احتجاجات طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان. جهويا تعاني الجهة من تناقض صارخ بين مواردها وثرواتها من جهة ( الفوسفاط – الماء – … )، وواقعها المزري من جهة أخرى، إذ تشهد الجهة ارتفاعا في معدل البطالة ونسبة الأمية، وضعفا في البنيات التحتية، واستمرارا للعزلة في أرجاء واسعة؛ ما يدفع فئة عريضة من الشباب إلى الهجرة السرية، والمخاطرة بحياتهم. وعليه، فإن المؤتمر الجهوي الأول للحزب الاشتراكي الموحد، بجهة بني ملالخنيفرة: * يؤكد مضمون شعار مؤتمره ” النضال الديمقراطي الشعبي لمحاربة الفساد والاستبداد وتحقيق تنمية جهوية حقيقية “، والذي يعلن من خلاله المزاوجة بين النضال الديمقراطي والنضال الشعبي، من أجل تحقيق جهوية حقة، تستفيد فيها الجهة من مواردها وخيراتها، قاطعة مع الفساد الذي ينخر اقتصادنا، والاستبداد الذي يقمع الأصوات المناضلة. * يستنكر العشوائية والارتجال وغياب برنامج تنموي واضح لدى المجلس الجهوي. * يحيي عاليا المؤتمرين والمؤتمرات على الجو الديمقراطي الذي ساد أجواء المؤتمر. * يندد بالمنع المخزني الذي تعرض له الحزب في الاستفادة من القاعات العمومية ببني ملال، دون احترام للقوانين المنظمة. * يدعو كافة القوى الديمقراطية التقدمية إلى تشكيل جبهات محلية للنضال من أجل التغيير الديمقراطي الشامل، الذي يضمن توزيعا عادلا للثروة. * يستحسن الدينامية التي تعرفها فيدرالية اليسار الديمقراطي، ويثمن الجهود الرامية للعمل الوحدوي، والاندماج، من أجل تحقيق ملكية برلمانية. * يهنئ أعضاء وعضوات المكتب الجهوي المنتخب، الذي حاز ثقة المؤتمرين والمؤتمرات.